علقت وزارة الخارجية المصرية، على ذكره مصدرين مطلعين في الشأن الأمريكي، حول قرار الولايات المتحدة بحرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى.
وأعربت الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، عن أسفها من هذا القرار، الذي يفيد بتخفيض بعض المبالغ المخصصة، في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادى من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكرى.
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي آراء خبراء السياسة حول تخفيض برنامج المساعدات الأمريكية لمصر..
- اللاوندي: يجب الاستغناء عن المساعدات الأمريكية
من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المساعدات الأمريكية لمصر منصوص عليها في معاهدة كامب ديفيد، فلابد أن تلتزم بها أمريكا حتى لا تتضرر الدول المشتركة في الاتفاقية، موضحًا أن عددًا من الكتاب وسياسيين طالبوا بأنه على مصر أن تعتاد عن الاستغناء عن الأموال الأمريكية لأنها مشروطه ومسيسه مقابل مواقف معينة تصب في مصالحتها.
أوضح، اللاوندي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، اليوم الأربعاء، أن الشعب المصري قادر عن الاستغناء عن المساعدات الأمريكية، مشيرًا إلى الموقف الوطني الذي فعله المصريين عندما أعلن الرئيس السيسي عن قراره بإنشاء تفريعة جديدة في قناة السويس، خير دليل على قدرة الشعب المصري على اجتياز المعونة الأمريكية وإيجاد بديل لها من داخل المصريين.
- زهران: تخفيض المساعدات مجرد اقتراح
وعلى صعيد متصل أشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إلى أن تخفيض المعونة الأمريكية التي تحصل عليها مصر، ما هو إلا اقتراح من قبل الإدارة الأمريكية، موضحًا أن الأمر لم يصدر بعد في هذا الشأن، وإلى أن يتم تطبيق هذا الاقتراح ستسير علاقة التعاون بين مصر والولايات المتحدة على نفس النهج، دون وجود ما يعكر صفوها.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريحه الخاص لـ"أهل مصر"، إنه في حالة تطبيق الولايات المتحدة لمقترح تخفيض المعونة، سيكون ذلك أدلة قوية على أن الإدارة الأمريكية لا تتعامل مع مصر وفقًا لما تعلنه دائمًا، من تعظيم شأن مصر وتقديرها لمحاربتها للإرهاب وحماية الدول العربية، بالإضافة إلى احترام الرئيس الأمريكي، ترامب للرئيس المصري، مؤكدًا أن أمريكا لا زالت تتعامل مع مصر بطريقة سلبية، دون النظر إلى قدرة مصر في حماية الدول والمجاورة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن العلاقات المصرية الأمريكية يمكن أن تشهد بعض الخلافات الطفيفة في حالة تطبيق قرار تخفيض المعونة، لما له من تأثير سلبي على مصر، ولكن بمرور الوقت ستعود العلاقات كسابق عهدها، موضحًا أن محاربة الإرهاب بحاجة إلى اتحاد دول العالم، وتكوين قوة كبيرة قادرة على محاربة الفكر الإرهابي والمتطرف، لذلك هناك احتمال كبير أن تستمر العلاقات الجيدة والقوية بين مصر والولايات المتحدة في حالة تطبيق تخفيض المعونة.