لغز اختفاء رئيس الوزراء الليبي.. اختطفوه من "فندق الشرق".. وكتيبة "ثوار طرابلس" أبرز المتورطين

كتب : سها صلاح

أثارت عملية اختطاف رئيس الوزراء الليبي الأسبق، علي زيدان، للمرة الثانية، الكثير من التساؤلات حول الجهة التي اختطفته ،ودوافع هذه العملية.

وأفرجت مجموعة مسلحة، عن زيدان، بعد أسبوع على اختطافه أثناء وجوده في أحد الفنادق بالعاصمة طرابلس.

ولم تذكر تلك الوسائل التي نشرت الخبر مثل "قناة 218" وموقع بوابة الوسط الإلكتروني تفاصيل أخرى، كما لم يتم الكشف عن هوية الخاطفين أو يصدر تأكيد رسمي للخبر من قبل زيدان أو مقربين منه أو الجهات الرسمية في طرابلس.

واختطف "زيدان" الأحد الماضي، أثناء تواجده بمقر إقامته المؤقت في فندق "الشرق" بالعاصمة طرابلس، واقتيد إلى جهة غير معروفة، وسط غياب للتصريحات الرسمية.

من خطفه؟

وقال الناشط الليبي، علي سعيد نصر، إن رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، أبلغهم أنه يعلم الجهة التي اختطفت زيدان.

جاء ذلك في منشور لـ"نصر"، على صفحته بموقع "فيسبوك"، عقب مشاركته، في لقاء مع "السراج"، ضمن وفد من جنوبي البلاد، للسؤال عن مصير علي زيدان.

ولم يذكر الناشط الليبي ما إذا كان السراج كشف عن هوية الخاطفين أو دوافعهم.

وأوضح نصر، وهو ناشط يتحدر من الجنوب مسقط رأس زيدان، أن السراج أبلغهم كذلك أنه "تواصل مع مكتب النائب العام وأفاد الأخير بأنه لا يوجد بحق زيدان أي قيود أو مطالبة من طرفهم"، في إشارة إلى عدم مسؤولية أجهزة الأمن عن اختفاءه.

ومن جانبه ، أكد المتحدث السابق باسم مجلس الدولة، السنوسي إسماعيل، في مداخلة مع قناة 218، مساء الثلاثاء، الإفراج عن رئيس الوزراء السابق علي زيدان.

وقال إسماعيل إن زيدان كان محتجزًا لدى قوة الأمن المركزي في طرابلس، وإنه تم الإفراج عنه بعد التأكد من أنه ليس مطلوبا لمكتب النائب العام، مضيفا أن الجهة التي احتجزته كانت تعتقد أنه مسئول عن قضية الفساد في 2013، مؤكدا أنه الآن ثبت عدم وجود قضايا عليه.

وأشار السنوسي إسماعيل إلى أن زيدان لم يتعرض لأي تعذيب أو إهانة والآن له الحق بالبقاء في طرابلس أو المغادرة.

واتهم نواب كانوا على صلة بزيارة زيدان لطرابلس كتيبة ثوار طرابلس التابعة لحكومة الوفاق بالتورط في اختطاف زيدان ونقله إلى أحد مقارها بمنطقة زاوية الدهماني لأسباب غير معلومة.

فشلوا فأعادوا الكرة

وقال كرم خالد وهو صديق لزيدان كان برفقته في طرابلس إن زيدان كان يعتزم عقد مؤتمر صحافي في 13 أغسطس في العاصمة الليبية للرد على اتهامات معارضيه.

وأوضح خالد أن زيارة زيدان تم ترتيبها بالتنسيق مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج.

وأكد أن "المجلس الرئاسي هو من رتب الزيارة بما في ذلك البروتوكول في المطار والفندق".

وأضاف أن مجموعة مسلحة حاولت خطف زيدان في مرة أولى في 12 أغسطس لكن حراس الفندق حالوا دون ذلك.

وتابع أن "مسلحين من المجموعة نفسها رجعوا في اليوم التالي وأجبرنا على تسليم السيد زيدان خاصة أننا عرفنا أن المجموعة تتبع لكتيبة ثوار طرابلس" وهي مجموعة موالية لحكومة الوفاق الوطني.

وأشار خالد إلى أنه "من ساعتها ليس لدينا معلومات عن حالة زيدان أو مكان احتجازه" مستنكراً "صمت" حكومة الوفاق الوطني.

من جانبه قال زيدان زيدان نجل رئيس الوزراء الأسبق إن الأسرة ليس لديها أية معلومات عنه.

وقال في اتصال هاتفي معه في الإمارات حيث يقيم أنه يحمل مسؤولية هذا الخطف لحكومة الوفاق الوطني، مضيفاً أن الأسرة قلقة بشأن صحة الوالد البالغ من العمر 67 عاماً.

ومن جانبه، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن استيائها الشديد حيال الصمت المريب، لمكتب النائب العام والمجلس الرئاسي حكومة الوفاق في مدينة طرابلس إزاء واقعة الاختطاف والاعتقال القسري لرئيس الحكومة السابق على زيدان.

وهذه هي المرة الثانية التي يختطف فيها زيدان، حيث اختطف في 10 أكتوبر 2013 من داخل مقر إقامته بفندق كرونثيا في طرابلس، أثناء فترة رئاسة الحكومة، على يد مجموعة مسلحة تعرف باسم "غرفة عمليات ثوار ليبيا".

وتولى زيدان رئاسة الحكومة في 14 نوفمبر 2012 حتى 11 مارس 2014 بعد أن صوت المؤتمر الوطني العام بحجب الثقة عن حكومته، وتكليف وزير الدفاع عبد الله الثني بمهام رئيس الحكومة لحين انتخاب رئيس وزراء جديد.

وهي المرة الأولى التي يعود فيها زيدان إلى طرابلس منذ إقالته في مارس 2014. وكان غادر البلاد رغم صدور منع من السفر من النائب العام بداعي تورط مفترض في قضية استيلاء على أموال عامة.

تعرض زيدان للخطف حين كان رئيساً للحكومة لعدة ساعات من قبل مجموعة مسلحة.

ومنذ الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011، تشهد ليبيا صراعات بين مجموعات مسلحة ومؤسسات سياسية متنافسة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إعلام إسرائيلي: جثة زعيم حماس يحيى السنوار ستكون ورقة تفاوض للاحتلال