مصر تصفع إسرائيل.. فتح معبر رفح يكسر حصار "تل أبيب" علي الفلسطنيين.. والقاهرة تعد "دحلان" لرئاسة الإدارة المدنية لغزة

كتب : سها صلاح

قالت صحيفة "هآرتس" إنه حال نفذت مصر تعهداتها لحماس بفتح معبر رفح بشكل دائم مطلع الشهر القادم، فلن يكون هناك جدوى من استمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع.

وعلق"تسفي برئيل" المحلل السياسي بالصحيفة على تفاهمات القاهرة التي تقضي بتولي محمد دحلان الإدارة المدنية بغزة، بالقول إن مصر كإسرائيل بحاجة لعنصر مسئول في القطاع في ظل فشل السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في السيطرة على القطاع.

هل تنوي مصر إسقاط نظام الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عشر سنوات؟ إذا ما صحت الأخبار حول فتح معبر رفح من الجانب المصري بشكل دائم، أمام البضائع والأفراد، لن يكون هناك أي جدوى حقيقية لاستمرار الحصار.

وقتها سيكون بإمكان سكان غزة الوصول عن طريق مصر إلى أي مكان في العالم، سيتمكن الطلاب من السفر للدراسة، ويحصل المرضى على الرعاية الطبية اللازمة، صحيح ليس في إسرائيل لكن في مصر والأردن أو أوروبا، وستخرج وتدخل البضائع، وتبقى إسرائيل وقتها بلا شريك عربي حيوي حافظت معه على الحصار الوحشي الذي جعل من غزة مكان يستحيل العيش فيه.

وضعت مصر عدة شروط رئيسية لفتح المعبر، الأول والأهم هو أن تقوم السلطة الفلسطينية بتولي إدارته، لكن وعلى عكس اتفاق المعابر الموقع عام 2005 "لم تكن مصر طرفا به"، لا يصر السيسي على وجود طرف ثالث أوروبي في المعبر ويكتفي بأن يكون موظفو السلطة الفلسطينية جزءا فقط من العاملين بالمعبر.

الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسيسي هو أن الرجل الذي سيكون مسئولاً أمام مصر وكذلك أمام إسرائيل عن المعابر لن يكون من حماس، ليمكن بذلك القول إن حماس ليست من حصل على هذه الهدية بل رجل فتح، محمد دحلان.

هذا ليس مجرد ديكور لتوفير ذريعة مناسبة لفتح المعبر، لكن جزء لا يتجزأ من سياسة السيسي الذي يعتبر دحلان محل ثقته، الذي سيعيد إلى مصر من خلاله مكانتها كمسئولة عما يحدث في القطاع خاصة وفي الأراضي الفلسطينية عموماً.

تغيير القيادة في الحركة، وتقاعد خالد مشعل، وتعيين إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي ويحيي السنوار رئيساً للمكتب السياسي في غزة، بجانب نشر ميثاق حماس الجديد، كل هذا أسفر عن نتيجة يمكن لمصر تقبلها.

ما شغل مصر كان فك ارتباط حماس عن الإخوان المسلمين، التي تقود مصر ضدها حرباً شاملة، وميثاق الحركة الجديد الذي يمنح مصر بالفعل ما تريد.

ووفقًا لمسودة التفاهمات التي تسربت قبل ثلاثة أسابيع، سيكون دحلان بمثابة رئيس الإدارة المدنية لغزة، والمسئول عن المعابر سواء مع إسرائيل أو مصر، ومن يملك صلاحية التفاوض في تلك الأمور مع مصر وإسرائيل، والمسئول عن جمع الأموال لإعادة إعمار القطاع.

إقامة إدارة فلسطينية معترف بها في غزة، حتى إن كانت تعتمد بشكل كبير على حماس، تقدم مكافأة جديدة لمصر، التي يمكنها تحييد نفوذ قطر بالقطاع، ولن يكون بإمكان تركيا العمل بحرية في المنطقة رغم دعمها الكبير لحماس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً