قال الباحث والخبير السياسي الإيراني المعارض والمقيم في بريطانيا، رضا تقي زاده، إن طهران تفضل استمرار العلاقات وتطويرها مع قطر رغم استمرار الاشتباكات في اليمن بين القوات الحكومية التي تحظى بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية ومن ضمنها قطر، وبين طهران التي تدعم الحوثيين الشيعة.
وقال المعارض الإيراني أن قطر تحاول طعن السعودية في ظهرها، حيث تحاول قطر عقد تحالفات بمثابة مجلس موازي لمجلس التعاون الخليجي مكون من ايران و ميلشيات العراق و الحوثيون في اليمن و ميلشيات سوريا المسلحة في حال طردها من مجلس التعاون علي أثر استمرارها في دعم الارهاب
وأوضح المعارض تقي زاده أن إيران تسعى لعدم تأثير المنافسة الإقليمية بينها وبين السعودية على علاقاتها مع قطر”، مضيفًا أن النظام في إيران يسعى للاستفادة بشكل أكبر من الخلافات البينية بين الدول العربية لتطوير علاقاته مع قطر.
وأشار إلى أهمية العلاقات الأمنية والاقتصادية بين إيران وقطر، وفي مقدمتها استفادة البلدين من أكبر حقل غاز في العالم وهو "حقل غاز الشمال"الذي تتقاسمه كل من قطر وإيران.
وتابع المعارض الإيراني أن طهران تدرك أنه لا مفر إلا بمواصلة علاقات الصداقة مع قطر، للحفاظ على مكانتها والتغلب على الظروف القاهرة التي تعيشها.
حجم العمالة الإيرانية في قطر
وتحدث تقي زاده عن العامل الثاني الذي يجبر إيران على مواصلة العلاقات مع الدوحة، وهو “وجود أكثر من 30 ألف عامل إيراني في قطر، حيث تعتبر طهران هذا الأمر عاملًا يساعدها على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بما يتماشى مع المصالح الوطنية ومصالح البلدين”.
وبين المعارض الإيراني، أن “النظام الإيراني يسعى لإيجاد شق بين دول مجلس التعاون الخليجي، عبر إبعاد سلطنة عُمان وقطر والكويت عن المحور الخليجي الرافض للمشاريع الإيرانية بالمنطقة”.
علاقات قطر بالحرس الثوري
كما أشار إلى حالة التقارب بين منظومة الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة القطرية، نتيجة لوجود اتفاقيات مشتركة بينهما وقعت في الأعوام الماضية، منوهًا الى أن “الرئيس حسن روحاني لا يحبذ أن يكون للحرس الثوري دور في توطيد العلاقات مع دول الخليج خاصة قطر، ويرى أن الحرس عقبة في تحقيق مساعيه”.
وتطرق المعارض الإيراني، إلى موقف قطر من احتلال طهران للجزر الإماراتية الثلاث: (أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى)، قائلاً: “ترى إيران أن موقف قطر من هذه القضية أكثر اعتدالاً بسبب البيانات التي تصدر في كل قمة لدول مجلس التعاون الخليجي”.
الحوثيون والأسد ليسا عائقًا
وتناول المعارض الإيراني الأزمة السورية، ودعم طهران للأسد والحوثيين بخلاف الدوحة، قائلاً: إن ما يهم إيران الحفاظ على مصالحها، رغم وجود خلافات مع قطر بشأن الأزمة السورية، منوهًا إلى أن العلاقات في الأعوام الثلاثة الماضية بين قطر وإيران شهدت تراجعًا بسبب الموقف من بشار الأسد.
وتابع رضا تقي زاده، أن الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن عامل آخر يعوق التطور بين قطر وإيران، لكن الأخيرة يمكنها أن تتغلب على هذه النقطة بضمان مصالحها الوطنية، ولا همَّ لها بشأن اليمن، بقدر ما يحافظ الحوثيون على مصالح طهران في خدمة مشروعها التوسعي.