أقسم الله بالعشر الأول من شهر ذي الحجة، في كتابه، فقال "والفجر وليال عشر"، ثم بين لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- فضل هذه الأيام عند الله، ومالها من عظيم الفضل وجزيل الإحسان، وأكد أن فى هذه الأيام يوم يغفر الله لعباده ذنوب عامين، عام مضى وعام مقبل؛ لكن تظل العلامة البارزة فى هذا اليوم "عرفة" خطبة الوداع.
وترصد "أهل مصر" في هذا التقرير، الدروس المستفادة التى أشار إليها النبي في خطبته..
1- حرمة الدماء والأموال:
بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حُرمة الدماء والأموال فى شهر ذى الحجة والثلاثة الأشهر الأخرى وذلك هم الأشهر الحرم الذى أشار الله إليهم فى قولة "إن عدة الشهور عندالله إثنا عشرا شهرا منها أربعة حرم"؛ فلو تدبر الناس كلام الرسول لَمَا تعدَّى أحد على أحد، ولَمَا سُفكَت الدماء، ولَمَا خُطفَت الأموال، ولما سُرقَت، ولَما اغتُصبَت، ولَعاش الناس عيشةً هنيئةً فيها سعادتهم الدُّنيوية قبل الأُخرويَّة، فهذا التحريم يجعل الإنسانَ يعمل ألف حِساب قبْل أن يتعدَّى على غَيره ليَسفك دمه أو ليأخُذ ماله دون وجْه حقٍّ.
2- التبرؤ من أفعال الجاهلية:
قال الرسول فى خطبته "ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين"، حيث أشار إلى أن كل شيء من أمر الجاهليَّة باطل، وأكد على أن الإسلام أبطَل أمور الجاهليَّة؛ موضحا أن الناس فى الجاهلية كانو يقوموا بوأد البنات ودفنهن أحياء فى الرمال، لكن الإسلام جاء ليمنع هذه الظاهرة ويعلى قدر المرأة، وبين أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
3- المعاملة الحسنة للنساء"
أكد -عليه السلام- فى خطبته على حسن معاملة النساء ليس هذا وفقط بل قال: "فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله" فالله أحل لنا الزواج بالنساء وأمرنا بالإحسان إليهم ومعاشرتهم بالمعروف؛ فى قولة " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
4- الاعتصام بالقرآن والسنة:
فقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اعتصامنا بالكتاب والسنَّة فيه النجاة مِن كل شرٍّ وسوء، فإذا أراد المسلمون الثبات على الهداية، فعليهم أن يتمسَّكوا بالقرآن والسنَّة،لأن من تمسك بهما فله السعادة فى الدنيا والآخرة.
ويؤكد النبى أنه قد بيَّن لنا كل شيء؛ فما كان فيه خير لنا، فقد أمَرنا به، وما كان فيه شرٌّ لنا، فقد نهانا عنه.
5_ اللهم اشهَد، اللهم اشهد
فى نهاية الخطبة قال لأصحابة"وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون" قالوا: "نشهد أنك قد بلَّغتَ رسالات ربك، وأدَّيت الذى عليك، ونصَحت لأمَّتك، "، فأشار بإصبعة إلى السماء "اللهم اشهَد، اللهم اشهَد".
يشهد الصحابة للرسول علية السلام أنه أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
