صاروخان يمكنهما ضرب واشنطن.. بيونج يانج يستعد للحرب النووية مع امريكا.. هواسونغ- 13 وبوكغوكسونغ- 3 يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر ويمكنه إصابة أجزاء من الولايات المتحدة

كتب : سها صلاح

كشفت كوريا الشمالية، عن طريق الخطأ على ما يبدو، تفاصيل وصور لاثنين من أنظمتها الصاروخية التي لم يتم تجريبها بعد، في رسالة تفيد بأنها تعمل على صنع صاروخ باليستي عابر للقارات، أكثر قوة من الصواريخ التي اختبرتها في السابق.

ووزعت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية صورا للنشر مع تقرير عن زيارة كيم إلى منشأة في كلية العلوم الدفاعية تُظهر مخططات على الحائط تصف صاروخين هما هواسونغ- 13 وبوكغوكسونغ- 3.

ويظهر المخطط أن هواسونغ- 13 هو صاروخ بالستي عابر للقارات مؤلف من ثلاث مراحل، كما يظهر المخطط صاروخ بوكغوكسونغ- 3 الذي على الرغم من وقوف بعض المسؤولين في الصورة يمنع ظهوره كاملا، لكنه بدا أنه من نوع الصواريخ البالستية الذي يمكن إطلاقه من غواصة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها "عن طريق الخطأ" عن تفاصيل تطورات مهمة في خلفية الصور الملتقطة في كوريا الشمالية، الأمر الذي يرى محللون أن بيونج يانج تتعمد عبره إظهار قوتها العسكرية أو ارسال رسائل معينة إلى أعدائها.

ويبدو أن بث تقرير الزيارة كان ذا توقيت مقصود، إذ يأتي في اليوم الثالث للمناورات العسكرية الأمريكية - الكورية الجنوبية المشتركة، التي تعارضها بيونج يانج بشدة.

وقال شين جونغ-وو من المنتدى الدفاعي والأمني الكوري، متحدثا لصحيفة "جونغ أنغ إلبو"الكورية الجنوبية، إن توقيت التقرير ومضمونه خطيران، فكوريا الشمالية "لديها تاريخ في عرض أسلحة فعلية أو مخططات تصميمية لها، عبر وسائل الإعلام الرسمية للتباهي بقوتها العسكرية أمام العالم".

وأُفيد أن كيم جونغ-أون قد أمر العلماء في المنشأة بانتاج المزيد من وقود الصواريخ الصلب والرؤوس الحربية التي تحملها الصواريخ، ويتطابق ذلك مع التفاصيل التي قدمتها المخططات على الجدران.

ولا يشبه صاروخ هواسونغ- 13 صاروخ هواسونغ- 14 المسير بالوقود السائل الذي اختبرته كوريا الشمالية في يوليو، إذ يبدو أنه صاروخ مكون من ثلاث مراحل ويعتمد على الوقود الصلب.

أما صاروخ بوكغوكسونغ- 3 المعتمد على الوقود الصلب فهو نسخة ذات مدى أبعد من صاروخي بوكغوكسونغ- 1 و 2 اللذين اختبرا في عام 2016.

وقال خبراء عسكريون أن مثل هذا الصاروخ، إذا تم تطويره، يمكنه الوصول إلى أي مكان على الأراضي الأميركية، وضمن ذلك واشنطن ونيويورك.

من المستحيل حساب نطاقه

وقال الخبراء الذين فحصوا الصور بعناية؛ بحثاً عن أي معلومات عن برامج الأسلحة الكورية الشمالية، إنه ليس هناك ما يشير إلى أن الصاروخ قد تم تطويره بالكامل. ولكنهم قالوا إنه على أي حال لم يُختبر إطلاقه بعدُ، ومن المستحيل حساب نطاقه المحتمل.

وتابعوا أن صاروخاً من 3 مراحل سيكون أقوى من صاروخ من مرحلتين مثل "هاوسونغ-14" الذي اختُبر مرتين في يوليو.

وقالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وخبراء إن صاروخ "هاوسونغ-14" ربما يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر ويمكنه إصابة أجزاء من الولايات المتحدة، لكن لا يمكنه الوصول إلى الساحل الشرقي.

وقال كيم دونغ يوب، الخبير العسكري بمعهد دراسات الشرق الأقصى التابع لجامعة جيونغنام في سيول "يمكننا توقّع أن يكون مدى (هاوسونغ-13) هو 12 ألف كيلومتر وأن بإمكانه الوصول إلى أي مكان من أراضي الولايات المتحدة الأميركية".

وأي مدى أكبر من 11 ألف كيلومتر يضع واشنطن ونيويورك داخل النطاق من أي مكان في كوريا الشمالية.

تراجع حدة التوتر

ويقول الخبراء إن نوايا بيونج يانج من عرض تصميمات الصاروخ الجديد واضحة. فالصور مرفقة بتقرير لكيم وهو يوجه تعليمات بإنتاج المزيد من محركات الصواريخ والرؤوس الحربية خلال زيارة لأكاديمية علوم الدفاع، وهي هيئة أسسها لتطوير الصواريخ الباليستية.

وقال جوشوا بولاك، خبير الأسلحة النووية ونظم الصواريخ: "نفحص (هذه الصور) لتأكيد الإنتاج المحلي للصواريخ والإعلان عما سيأتي بعد ذلك".

ونُشرت الصور بعدما بدا أن حدة التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هدأت إلى حد ما، بعد أن اختبرت بيونغ يانغ "هاوسونغ-14"، ثم هددت بإطلاق صواريخ على جزيرة "غوام" الأميركية.

ولم يتضمن تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، الصادر مساء الأربعاء، التهديدات المعتادة للولايات المتحدة، وأبدى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تفاؤله بشأن تحسن محتمل في العلاقات.

عقوبات يابانية

ومن جانبها ، وسعت السلطات اليابانية، اليوم الجمعة، قائمة العقوبات ضد كوريا الشمالية، بإدراج شركات وشخصيات وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم 2 يونيو 2017.

ونقلت وكالة كيودو اليابانية، بالإشارة إلى سلطات البلاد أنه تم إدراج الآن في قائمة العقوبات ضد كوريا الشمالية 6 شركات وشخصين، جميعهم على علاقة بمشروع كوريا الشمالية الصاروخي، وسيتم تجميد حساباتهم المصرفية.

ويشار إلى أن من بين هذه الشركات الـ 6، شركة صينية وشركتان من جمهورية ناميبيا، وشخصاً مستقلا من كوريا الشمالية.

هذا وقد أعلن ممثل السفارة الصينية في واشنطن، يوم الثلاثاء الماضي، أن الصين تدعو الولايات المتحدة، التي أدرجت العديد من الشركات الصينية في قائمة العقوبات لعلاقاتها مع كوريا الشمالية إلى تصحيح خطأها فورا.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم 22 من الشهر الجاري، عقوبات على عدد من الشركات، من بينها شركة "غيفسيت —ام" الروسية، وشركات من الصين، وناميبيا، وسنغافورة.

وجاء في بيان وزارة الخزانة الأمريكية، أنه تم فرض عقوبات إضافية، ردا على التطوير المستمر لجمهورية كوريا الشمالية لأسلحة الدمار الشامل، وانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي ومحاولات التهرب من العقوبات الأمريكية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً