6 سنوات من الحرب والدماء، طلقات البنادق تصم الآذان، وصوت دانات المدافع يزلزل كيان الأفراد بمحيطها، سنوات من الحرمان والدموع، حرب اشتعلت لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كانوا وقودها، وما بين زخات الرصاص الحكومي وحدود السيوف الداعشية، عاشوا محاصرين، لم يتمكنوا قط من الهرب، فاضطروا إلى الالتحاف بآخر ما تبقى من أنفسهم، ليستمروا على قيد الحياة حتى وإن كانت نصف حياة.. إنهم السوريون.
ضرب السوريون مثلا للتحدي، بعدما عاشوا سنوات عصيبة، تحت ضغط الحرب التي اشتعلت بين قوات بشار الأسد الرسمية، وقوات التنظيمات الإرهابية من ناحية، وثوار سوريا الذين خرجوا ضد بشار من ناحية أخرى، فالمواطن السوري الغير مشارك بالاشتباكات، اضطر اضطرارًا إلى النزوح من مكان إلى آخر، بسبب الويلات التي عانى منها.
ومع مطلع كل صباح، تطالعنا وسائل الإعلام من صحف وسوشيال ميديا، بقصص إنسانية رائعة، لسوريين امتحنتهم الحروب ففازوا، وكانوا سندًا ومثالًا لملايين من المواطنين في مناطق أخرى، لم تقترب يد النزاعات والحروب إليها حتى، لكن نظرًا لقوتهم الكبيرة، أصبحوا مصدر إلهام لمتابعي السوشيال ميديا خصيصا.
ومن بين القصص التي انتشرت عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كانت صورًا لزوجين مجهولي الاسم، فقط عُرف أنهم سوريون، ولامست الصور المنتشرة قلوب المتابعين، نظرًا لإنسانيتها الكبيرة، فهي لشابة سورية فقدت قدميها في قص فجوي على ابتدائية كانت تعمل فيها وزوجها بإدلب السورية.
لم يتركها زوجها، وظل بجوارها عكس المتبع عادة في الدول العربية، فلا يظل الرجل بجواره زوجته بعد أن يصيبها حادث جلل، إلا قليلا، وبطل قصتنا لم يتزوج عليها أو يطردها من جنته، بل خرج معها هاربًا إلى الأراضي التركية، ليستقرا في مدينة "هتاي".
ويحاول الزوج حاليا تقديم الدعم النفسي والجسدي لزوجه، ساعيًا مع جهات طبية عديدة، لتركيب أطراف اصطناعية، قد تساعدها في تخطي المحنة والعودة إلى الحياة الطبيعية التي قد لا تعود إلا بعد تحرير سوريا الأم.