في تحول سياسي كبير في الملف السوري، تخلت بريطانيا وحلفاؤها الغربيون أخيرا عن مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وربما يقبلون إجراء انتخابات تتيح له فرصة البقاء في منصبه.
وأكد وزراء غربيون، أمس الجمعة، تحولا في السياسة تجاه سوريا، وهو موقف حافظت عليه بريطانيا منذ العام 2011، بحسب ما أفادت صحيفة "ذا لندن تايمز" البريطانية، اليوم السبت.
جان إيف لودريان وفلورانس بارلي يعقدان اجتماعا مع إبراهيم الجعفري في بغدادالخارجية الفرنسية، لا شرط مسبقا لرحيل الأسد وأولويتنا محاربة "داعش"
وقالت الصحيفة البريطانية، "هذا الأسبوع، في العاصمة السعودية الرياض، قيل لقادة المعارضة السورية إنه ليس لديهم خيارات كثيرة، وربما عليهم القبول ببقاء بشار الأسد في دمشق"، مضيفة أنه لم يعد هناك أي تمسك بتنحي الأسد كشرط لإجراء مفاوضات أو محادثات حول مستقبل سوريا.
وأشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إلى التغيير الطارئ على السياسة المتبعة تجاه الملف السوري، في مقابلة مع "راديو 4" البريطاني والتابع لشبكة "بي بي سي" اليوم السبت.
وقال بوريس جونسون "إنه من مصلحة الشعب السوري أن يرحل الأسد".. مضيفا "كنا نقول إنه يجب أن يذهب كشرط مسبق.. الآن نقول إنه يجب أن يذهب لكن كجزء من عملية انتقال سياسي، وبإمكانه "الرئيس السوري بشار الأسد" دائما المشاركة في انتخابات رئاسية ديمقراطية".
وأفاد الدبلوماسيون بأن جونسون كان يؤكد التحول التدريجي على المعارضة والغرب بسبب الأحداث على الأرض، مشيرين إلى أن الموقف الجديد يتقاسمه حلفاء بريطانيا والداعمون الإقليميون للمعارضة.
وقال المعارض السوري يحيى العريضي، إنه يشعر بخيبة أمل من الدول الغربية التي عرضت تأييدا بالكلام، ولكن ليس من الناحية العملية لإسقاط الرئيس السوري.
وأضاف "يبدو أن مصالحهم قبل الأخلاق".
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أعلن اليوم السبت، أن باريس لا تطرح رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا مسبقا، وإنما ترى أولويتها في الحرب على تنظيم "داعش" في الأراضي السورية.
من المهم الإشارة إلى أن ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود تلقى اتصالا هاتفيا، مساء الجمعة من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية.