ماذا يعني تهديد ترامب إغلاق الحكومة الأمريكية ؟..المكسيك كلمة السر

يستمر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بتصريحاته النارية التي لا تترك أحدًا إلا وتطاله، منذ أن استلم الحكم في 20 يناير 2017.

الحكومة الأمريكية كانت هذه المرة المقصود بتلك التهديدات، التي أتت على شكل تصريح أدلى به "ترامب" أمس الجمعة 25 أغسطس.

حيث أبدى صاحب الـ71 عامًا استعداده للقيام بأي شيء من أجل بناء الجدار مع المكسيك، وهدّد بتعطيل الحكومة الفيدرالية إن لم يوافق الكونجرس على تمويل بناء الجدار.

وكان الرئيس الـ45 بتاريخ الولايات المتحدة" قد تعهّد ببناء جدار عملاق على الحدود مع المكسيك مهما كلّف هذا الأمر، ملوّحًا باستعداده لتعليق عمل الحكومة من أجل الحصول على الأموال اللازمة.

تهديدات ترامب أتت خلال تجمع لأنصاره في ولاية أريزونا حيث قال: "سنبني هذا الجدار، حتى إذا اضطررنا إلى إغلاق الحكومة"، مهددًا في الوقت ذاته بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية "نافتا" 1994 بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

فبعد فشل "رجل البيت الأبيض" في وقف تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة قادمين من المكسيك، لا سيما بعد الصفعة الأخيرة التي وجهتها له الأخيرة برفضها تمويل بناء الجدار، الذي ينوي إنشائه على الحدود بين البلدين، مما لجأ إلى الخيار الأخير وهو تمويل المشروع من الميزانية العامة الأمريكية، والذي قوبل برفض كبير من الكونجرس.

ليخرج بعدها "صاحب فكرة الجدار" بتهديد على ما يبدو جاد فيه بإغلاقه للحكومة، حيث إن مؤسسات السلطة التنفيذية الفيدرالية ستضطر إلى تعليق عملها إن لم يتوصل الكونجرس إلى توافق مع الرئيس بشأن المخصصات المالية في الميزانية، بحلول 30 سبتمبر المقبل.

فالديموقراطيون في الكونجرس رافضين قبول أي صيغة توافقية بشأن النفقات، تتضمن مخصصات لبناء الجدار، وإذا أصدر الكونجرس قانونًا بشأن النفقات لا يشمل مشروع الجدار، فقد يرفض ترامب توقيعه أو يلجأ إلى حق النقض ضده، ما سيؤدي إلى إغلاق الحكومة بشكل تلقائي.

أما كندا والمكسيك فرفضتا تهديد ترامب بإلغاء إتفاقية "نافتا" حين قال: "سينتهي بنا المطاف، على الأرجح، لإلغاء نافتا في وقت ما" حيث قال وزير الخارجية المكسيكي "لويس فيديغاراي"، "إن تصريحات ترامب لن ترهب المكسيك في المفاوضات. وقال لتلفزيون المكسيكي، إنه يتفاوض بطريقته".

الجدير بالذكر أن مفاوضات تجرى في "واشنطن" منذ أسبوع لتجديد اتفاقية "نافتا" بين الولايات المتحدة والمكسيك والاتحاد الأوروبي وكندا، ولم يتوصل الأطراف الأعضاء إلى أي إتفاق لحد الآن، خاصة بعد تهديدات ترامب التي زادت من صعوبة وصول المفاوضات إلى حل نهائي.

وزير الاقتصاد المكسيكي "إيلديفونسو غواخاردو"، أوضح موقف بلاده من المناقشات الجارية في واشنطن، وقال في رد على تهديدات "ترامب" بإلغاء الإتفاقية: "إن المكسيك لديها خطة بديلة محددة بوضوح شديد، في حال فشل محادثات (نافتا)".

خبراء دوليون ركزوا على الضغوط الكبيرة التي تقع على عاتق الرئيس الأمريكي، مشيرين إلى أنه يخوض حربًا تفاوضية على جبهتين، داخلية وخارجية، مؤكدين أن السياسة التي يتبعها "ترامب" لن تعود إلا بالدمار والفوضى في أمريكا والعالم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً