تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الاثنين، عددا من القضايا وعلى رأسها رد الخارجية المصرية على قرار الكونجرس الأمريكي بخفض جزء من المساعدات لمصر.
ففي مقاله بصحيفة "الأهرام"، ثمن الكاتب أحمد عبد التواب رد فعل وزارة الخارجية وثباتها ورصانتها تجاه القرار الأمريكي بخفض المساعدات لمصر، متمنيًا اتخاذ موقف عملي من خلال مجلس النوّاب، أو الحكومة، في مبادرة بطلب وقف تلقي المعونة الأمريكية.
وأشار الكاتب إلى موقف الكونجرس الأمريكي، وموقف السيناتور جون ماكين، بوصفه رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، واستخدم أوراقًا جديدة لتدعيم موقف قديم، لمجلس الشيوخ كمنصة أساسية دائمة للمطالبة بإلغاء المعونة لمصر؛ ما يؤكد أنهم لا يتعاملون بقاعدة المصلحة المشتركة وإنما بمنطق المُنعِم والمتسول، وقال إن السبب الحقيقي هو إصرار مصر أن يكون لها سياسة مستقلة.
وأبدى استغرابه أن يردد ماكين نفس كلام إدارة ترامب في أن سبب وقف وتأجيل أجزاء من المعونة إلى مصر هو خلاف الإدارة الأمريكية مع مصر حول ضمانات حقوق الإنسان، وعن قانون الجمعيات، وعن حبس عدد ممن يحملون الجنسية الأمريكية فى اتهامات بالتظاهر دون ترخيص.
في السياق ذاته، وصف الكاتب محمد إبراهيم الدسوقي - في مقاله بصحيفة "الأهرام" - قرار خفض المساعدات المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة لمصر، بأنه يفتقر للكياسة السياسية، ومريب في توقيته ومغزاه، معتبرًا أن النظرة الأمريكية فيها جوانب القصور، والتحامل، والاختلال في استيعاب وفهم ما يدور في بلادنا وما تفعله الدولة المصرية.
واعتبر أن أهم مسألة تتعلق بتلك القرارات هي كيفية الرد العملي والعاجل على سوء التقدير والتجاوز الأمريكي، عبر علاج أخطاء الماضي من الإفراط في التوقعات بشأن مصير العلاقات المصرية الأمريكية بفترة ولاية دونالد ترامب، وتخلصها من العوائق التي كبلتها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والإرتكان فقط للجهد الشخصي الذي بذله الرئيس عبد الفتاح السيسى، لفتح قنوات تفاهم وتواصل مع ترامب.
وحدد الكاتب من يضمرون شرًا لمصر، وعلاقتها مع الولايات المتحدة في قطر التواقة لمعاقبة مصر وجماعة الإخوان الإرهابية وغايتهما إيذاء مصر، إضافة إلى اللوبي اليهودي لعدم ارتياح إسرائيل للنشاط الدبلوماسي المصري في القارة الإفريقية.
بدوره، تطرق الكاتب محمد السيد العزاوي، في مقاله بصحيفة "الجمهورية" إلى حالة الاستياء والغضب المصري تجاه قرار الكونجرس الأمريكي والذي جاء في فترة تشهد فيها العلاقات المصرية- الأمريكية مرحلة جديدة من التقارب والتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، مؤكدًا قوة وحسم الرد المصري؛ الذي استدعى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السيسي لتلطيف الموقف.
ورأى الكاتب - في مقاله بعنوان "المساعدات الأمريكية.. والاعتماد علي النفس" - أن القرار لن يزيد مصر إلا إصرارًا وعزيمة علي مواصلة طريق التنمية الشاملة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية لكي تعتمد بشكل أكبر علي نفسها غير مكترثة بأي مساعدات أو مساهمات خارجية، مشددًا على أن مصر لن تغير من سياساتها وستظل قراراتها مستقلة لن تتأثر بأي ضغوط.
وحث الكاتب على ضرورة الاستمرار في العمل والإنتاج للوصول إلي الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات غير معتمدين علي مساعدات أو مساهمات خارجية والتي غالبًا ما تحمل أهدافًا ودوافع أخري غير معلنة للدولة.