يوم التروية الذي يوافق اليوم الأربعاء، هو اليوم الذي يشهد أداء الحاج أول خطوات أداء مناسك الحج، والذي يبدأ فيه الشروع في أعمال الشعيرة المعظمة.
واختلف في سبب تسمية هذا اليوم، الموافق الثامن من شهر ذي الحجة، بـ"التروية"، على أقوال مشهورة، أولها وهو الأقرب، أنه سُمي بذلك لأن منى كانت محطة بين مكة وجبل عرفات يرتوي بها المسلمون بحصة ماء، ويستريحون فيها قبل توجههم إلى صعيد عرفات.
أما الرأي الآخر فهو، أن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، وكان الخروج لمنى بالماء حينها، لانعدامه في هذه الأنحاء، فكانو يأخذون كفايتهم منه حتى يستوفو إتمام المشاعر.
وهنا قول ثالث يقول أن الثامن من ذي الحجة، سُمي بيوم التروية، لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم.
ولأنه يدخل في أداء المناسك، فإن له أعمالًا اختص بها عن غيره من أيام الحج، ومنها أنه في وقت الضحى يحرم الحاج من المكان الذي يمكث فيه.
وينوي عند ذلك أداء مناسك الحج، ويقول: "لبيك حجًّا"، بعدها ينطلق الحاج إلى منى وهو ملبٍّ، حيث يصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها، ويصلي الرباعية منها ركعتين قصرًا بلا جمع، ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة، ثم يبيت في منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يستحب القيام به في هذا اليوم، أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة، والمبيت في منى، وألا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كما يستحب كذلك الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى.
ويقول الفقهاء، أنه إذا توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها أو خرج من مكة المكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلا شيء عليه.
واختلف أهل العلم، في إتيان منى يوم التروية والمبيت بها ليلة التاسع، على قولين، فقال عامة أهل العلم إن ذلك سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، في حين قال بعض العلما بوجوبها.