قال نيكولا ميدا وزير الصحة البوريكنابى، إنه حان الوقت للمرأة الإفريقية أن تمارس حقها الطبيعى فى اتخاذ القرار فى كل الأمور المتعلقة بمسألة الإنجاب، وقال فى معرض حديث خاص أدلى به لصحيفة "لوموند" الفرنسية أنه يتعين على المرأة الأفريقية تحديد عدد الأطفال الذين ترغب فى انجابهم من الرجل الذى تختاره أيضا بمحض إرادتها وفى الوقت الذى تحدده هى بنفسها، موضحا أن الانشغال بقضية تحديد النسل يسهم فى دفع عجلة التنمية على نحو أسرع، الأمر الذى ينتج عنه انخفاض ملحوظ فى عدد المواليد.
وفيما يتعلق بشراكة "واجادوجو -وهو" برنامج معمول به فى غرب إفريقيا تم إطلاقه فى عام 2011 ويقوم على وضع قواعد للتخطيط العائلي، التى تضم 9 دول فرنكوفونية هى بنين وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغينيا ومالى وموريتانيا والنيجر والسنغال وتوتجو، قال ميدا إن الهدف من تشكيلها فى الأساس هو دفع عجلة التخطيط العائلى.
وتابع قائلا: "نحن دول فقيرة وتبلغ نسبة المراهقين فيها 50% وهى فئة لا تتمتع بالخبرة وعاطلة تماما عن العمل حتى أنها لم تحظ بمستوى جيد من التعليم فهى غير قادرة على الإنتاج لنفسها او لغيرها، وسيؤدى التخطيط العائلي الى خفض معدلات النمو السكانى الامر الذى سيؤدى فى نهاية الامر الى خلق شعب اقل اعتمادا على غيره ومن ثم تحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة".
وأضاف أنه من أجل تنمية التخطيط العائلي لابد من تطوير التعليم فبدون التعليم لا يمكن للمرأة أن تفهم الرسائل الموجهة إليها علما بأن أقل من 30% فقط من النساء فى أفريقيا متعلمات. ويؤذى نقص التعليم المرأة فى أفريقيا بشكل كبير لذا بات تعليم النساء الأفريقيات من الضروريات التى لا يمكن الاستغناء عنها.فإن المرأة المتعلمة باستطاعتها أن تقرر بإرادتها ما تراه مناسبا لحياتها فيما يتعلق بمسألة تحديد النسل.
واستطرد الوزير البوركينى "كما أننا نعمل أيضا على تطوير ما أطلقنا عليه اسم مدرسة الأزواج من أجل نشر الوعى بين الرجال فيما يتعلق بمزايا التخطيط العائلى ومن ثم دمجهم فى هذه العملية".
وحول العوائق التى تواجه شراكة واجادوجو قال "إن أهمها هو العامل المادى فيتعين علينا توفير مبلغ 50 مليون دولار لكل دولة على حده فى كل عام حتى نتمكن من تحقيق أهدافها المرجوة".
وأشار إلي أن العقبة الثانية تتمثل فى أسلوب عرض الخدمة، وأوضح أن مكاتب الصحة على مستوى القارة السمراء غير كافية الأمر الذى يجعلنا بحاجة إلى مندوبين يذهبون إلى بيوت الناس لنشر الوعى وتعريفهم بكافة سبل تحديد النسل، مشيرا إلى أن العقبة الثالثة تتمثل فى اختلاف اللهجات الامر الذى يجعل من الصعب توجيه الرسائل عبر وسائل الاعلام باكثر من 500 لهجة.
وفيما يتعلق بالسيدات اللاتى يسكن القرى أوضح الوزير أنهم بصدد وضع خطة للوصول إليهن ومن ثم توعيتهن بأهمية تحديد النسل عن طريق برنامج بسيط يمكنه مخاطبة عقولهم.. وحول وضع بوركينا فاسو قبل وبعد تطبيق شراكة واجادوجو قال نيكولا ميدا ان 15 % فقط من النساء هن فقط من كن يستخدمن وسائل لتحديد النسل وبعد تطبيق البرنامج وصلت هذه النسبة الى 22،5 % ومن المتوقع ان تتخطى حاجز 32،5% من الآن حتى حلول عام 2020 غير أنه لا يرى أن هذه النسبة تعتبر كافية، معربا عن أمله فى وصولها إلى 50 % على اقل تقدير.
وحول تأخر أفريقيا عن باقى أنحاء العالم فيما يتعلق بتحديد النسل، قال إن غياب الرغبة السياسية فى التخطيط العائلى هو السبب الرئيسى فى ذلك موضحا انه اذا كان هناك التزام سياسيى بتطبيق برامج مماثلة لشراكة واجادوجو لكانت النتائج مذهلة.