بعد ساعات قليلة، يهل علينا "يوم عرفة" يوم التجليات والنفحات الإلهية، فى هذا اليوم يقف الحجيج على جبل عرفات رافعين أيديهم إلى الله أن يعتق رقابهم من النار، ويحرص المسلمين فى شتى أنحاء العالم على اغتنام هذا اليوم بصيامه وقيامه والتضرع إلى الله، راجين إياه أن تعم عليهم الرحمات والنفحات.
وما جاء فى فضل هذا اليوم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا؛ قال: أي آية؟ قال: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا". قال عمر رضي الله عنه: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
وفى السياق ذاته يقول الدكتور عادل عبدالله هندي، المساعد بكلية الدعوة بجامعة الأزهر، إن الله عظم الأيام وفاضل بين الليالى وفاضل بين الساعات وفاضل بين الليل والنهار، ومن بين هذه الأيام الشريفة يوم عرفة، مضيفا أنه يوم ليس كاباقى الأيام نظرا لما فيه من الأسرارا والتى منها، أنه من الأيام المعلومات التى جعلها الله سببا لشهود المنافع المادية والمعنوية، كما جاء فى قول الله تعالى: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات".
وأكد أنه أحد أيام العظمة والمكانه، حيث أقسم الله به فى القرآن بقوله: "الفجر وليال عشر والشفع والوتر"، ومعلوم بأن العظيم لا يقسم إلا بعظيم، موضحا أن الوتر هو يوم عرفة.
وتابع الدكتور "هندى" أن يوم "عرفة" هو الأيام الذى أكمل الله فيه الدين مستدلا بقول الله: "اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإ سلام دينا"، مضيفا بأن صيام هذا اليوم سنة مؤكدة لأنه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.
وقال "هندي" إن هناك حديث يقول إن: "ما من يوم يكثر الله فيه العتق من النار كيوم عرفة"، موضحا أن به الركن الأعظم من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة.
وأشار إلى أن من أمسك لسانه عن الغيبة والنميمة وغض بصرة عن الحرام فإن الله سيغفر له مستدلا بقول الرسول "هذا يوم من ملك فيه سمعة وبصرة غفر الله له".
وأوضح "هندى" فى تصريحات لـ "أهل مصر"بأن يوم عرفة من الأيام الصالحة التى يرفع فيها العمل الصالح، مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، موضحا بأن العمل الصالح قد يكون بقرآة القرآن والصدقة والتقرب إلى الله بالدعاء وفك كربات الغير والتيسير على المعسر.