عقد المجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان: "الهُوية الوطنية وثقافة الاختلاف"، مساء أمس، تحدث فيها رئيس مجلس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف، تحت إشراف الإعلامى أيمن عدلى، وشارك أيضًا عالم المصريات الدكتور وسيم السيسى، والدكتور أحمد تيمور، وسفير دولة العراق، ونخبة من المثقفين والدبلوماسيين والإعلاميين.
وقال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور حاتم ربيع: "إن أهمية هذه الجلسة تأتى بصدد قضية هُوية الوطن، التى تعد ركيزة أساسية للبنية المجتمعية السليمة، داعيًا شباب مصر أن يجعلوا اختلافهم رحمه، بأن يكتسبوا نقاط القوة من التعدد، بدون إقصاء للأراء والتوجهات المخالفة لكل منهم".
وقدم الدكتور عصام شرف، محاضرة بعنوان "الهُوية الوطنية وثقافة الاختلاف"، وهى ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان "رنين الوطن"، وأكد على أن الهوية الوطنية هى مفتاح قوة الداخل المجتمعى، ولا يمكن أن تتواجد ثقافة الاختلاف لمجتمع ما دون أن يكون قويًا داخليا بشكل كافى، مما يجعله يتمتع بهوية وطنية خاصة به، موضحًا أن الوطن حالة وجدانية، وهو ما يقترب من فكرة "الرنين".
وحدد "شرف" ثلاثة من الرموز التى تعد محركات فهمه للأحداث، وأولهم "التروس" وفكرة الجذور، فكما تكلم أرسطو عن التكوين ووجد أن كل شىء فى الدنيا يبدأ بفكرة ثم تتحول لحلم، ثم وراءه غايه يلزم أن يعقبها عملية إنتاج، وهو ما يتشابه مع "التروس"، كون فكرة عملها تعتمد على أصغر ترس لكى يعمل أكبرهم، وثانيهم هو رمز "الميزان": وهو ما شبهه بفكرة العرض والطلب، وأخيرًا "التاريخ"، قائلًا: "إذا كانت مصر قد لعبت دورًا محوريًا فى تاريخ العالم، فليس هناك مبررًا أن لا تلعب دورًا مشابهًا فى مستقبل العالم إذا فهمنا تاريخنا وأسقطناه على حاضرنا".
وأكد أن مصر هى فجر الضمير، وهى التى ابتدعت فكرة الضمير، ولا يمكن تصور العالم بدونها، وأشار إلى وجود رغبة عالمية شديدة فى المشاركة فى مشروع محور قناة السويس، تتمثل فى الجانب الصينى والألمانى والفرنسى، وأنهى رئيس مجلس الوزراء الأسبق المحاضرة بأن هذا المشروع سيعيد صياغة علاقة مصر بالعالم.
وأكد الدكتور وسيم السيسى عالم المصريات، على أن جينات المصريين من المسيحيين والمسلمين تتطابق بنسبة 97.5 %، وتشترك مع جينات الملك توت عنخ آمون بنفس النسبة، وهو ما يؤكد على أن توحد هويتنا كمصريين بشكل نقى، وشدد فى نهاية كلمته أن رؤيته هذه نتيجة لحقائق علمية.