رفض وانتقاد واسع لاتفاق حزب الله مع داعش.. والتحالف يضرب حاسمًا

قرار حزب الله اللبناني السبت الماضي الاتفاق مع تنظيم"داعش" على نقل عناصر الأخير إلى الحدود السورية العراقية، بدلًا من مكانهم الحالي على الحدود اللبنانية السورية، بعد تضييق الخناق عليهم من قبل الجيش اللبناني، قوبل بسلسلة من الرفض والانتقادات المحلية والدولية، وصلت إلى حد اتهام البعض "الحزب البناني" بتأمينه ملاذًا آمنًا لعناصر التنظيم.

حيث انتقد رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" الاتفاق قائلًا خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء 29 أغسطس: "أشير إلى التقارير التي تحدثت عن نقل إرهابيين لداعش من القلمون إلى شرق سوريا قرب الحدود العراقية السورية، هذا مقلق لنا جدًا، ونعتبره إساءة للشعب العراقي، إن نقل هذا العدد من الإرهابيين عبر مسافات طويلة إلى شرق سوريا قرب الحدود مع العراق أمر غير مقبول.

"العبادي" اعتبر أن حزب الله بإبرامه الاتفاق الأخير مع داعش، يساعد التنظيم المتطرف حتى لو لم يكن يقصد، كما طالب الحكومة السورية بالانتباه إلى خطورة مثل هذه الخطوة على أمن الشعبين العراقي والسوري.

وختم "العبادي" بالقول: "الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة..لا داعى للتفاوض معه..لا يوجد أي مبرر للتفاوض مع الإرهاب".

مجلس أمن إقليم كردستان بدوره دعا ما سماها الأطراف المعنية في المنطقة إلى "اتخاذ موقف جدي إزاء هذه العملية، معبرًا عن قلقه العميق من نقل إرهابيين إلى الحدود مع العراق.

وشارك العبادي والأكراد الرأي المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، "بريت ماكجورك"، حيث أكد في تغريدة نشرها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنه "كان المفروض قتل عناصر التنظيم في معارك القتال بدلا من نقلهم إلى الحدود العراقية".

وفي الوقت الذي كان يدافع فيه زعيم حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" عن الاتفاق الموقع مع داعش، كان التحالف الدولي يوجه ضربة جوية إحدى الحافلات التي تنقل عناصر التنظيم بالقرب من الحدود السورية متوجهة إلى الحدود العراقية.

كما صرح الناطق باسم التحالف بأنه "لا يعير أي اهتمام للاتفاق، وبأنه سيستمر بضرب الإرهابيين أينما وجدوا وفي أي وقت".

محللون قالوا بأن نقل 300 مسلح من داعش من منطقة جبلية قاحلة محاصرة على الحدود بين لبنان وسوريا إلى البوكمال، "التابعة لمحافظة دير الزور السورية، والتي تبعد 8 كم فقط عن منفذ حصيبة الحدودي العراقي، التابع لمحافظة الأنبار الغربية" هو خطأ فادح للمحور المضاد لداعش في حال لم يفعلوا شيئًا حياله، خاصة وأن التنظيم سيتنفس الصعداء في المكان الجديد الذي يتمتع فيه بسطوة واسعة وتواجد كثيف لقواته، ويحكم قبضته على مساحات شاسعة فيه.

جدير بالذكر أن الاتفاق هوجم أيضًا من قبل فئات شعبية واسعة سواء في لبنان أو سوريا أو العراق، فقد نظمت حملات أهلية لبنانية للتنديد بـ "إتفاق العار" كما أسموه لأنه يسمح لقتلة الجيش اللبناني بالخروج الآمن دون تلقي العقاب كما يقولون، كما يتخوف جزء كبير من الشعبين العراقي والسوري بأن يكون انتقال العناصر إلى مدينة البوكمال شرقي سوريا دفعة له للاستمرار في تنفيذ عملياته في البلدين والقيام بالمزيد من الهجمات الانتحارية للتغطية على هزائمه المتلاحقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً