قال الأثري على أبودشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين إن قدماء المصريين قاموا بذبح الذبائح فى أعيادهم كنوع من التكافل الاجتماعي، مشيرا إلى أن السنة المصرية القديمة احتوت على العديد من الأعياد والاحتفالات التى تجمع أطياف الشعب المصري؛ ما يؤكد مدى الترابط المجتمعى فى مصر القديمة.
وأوضح ابودشيش أن الاحتفال بالعيد فى الدولة القديمة كان يتخذ مظهرا دينيا، فتبدأ بذبح الذبائح وتقديمها قرابين للإله وتوزيعها علي الفقراء، والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها أيضا، وترتل الأناشيد وتزين المعابد وتقدم القرابين، لافتا إلى ذبح الحيوانات في مصر القديمة كان عاملا اقتصاديا مهما.
وأضاف أن المصرى القديم صور وجسد الحيوانات فى البيئة المحيطة به، وذلك من خلال النقوش والرسوم التصويرية على المعابد والمقابر، وايضا من خلال عمليات التحنيط التى تميزت بالدقة العالية فى تحنيط الحيوانات والطيور، مؤكدا أن قدماء المصريين لم يعبدوا الحيوانات والطيور بل كانوا يروا قوة الاله الخالق الواحد الاحد فيهم كما ذكر فى النصوص المصرية القديمة.
وتابع أنهم كانوا يقدسون روح الإله فى هذا المعبود "الحيوان أو الطير" التى تنم عن الخير أو القوة أو غيرها وليس تأليها، فعلى سبيل المثال البقرة "حتحور"، اعتنى المصرى القديم بها وجعلها إلهة الحنان والأمومة، كما صور الإله "آمون" على هيئة الكبش لما يتمتع به من قوة، وكذلك الصقر "حورس" والكوبرا والقطة واللبؤة وفرس النيل.
وأشار إلى أن المصري القديم عندما رسم صورة الإنسان بوجه حيوان أو العكس فهذا ما يعرف بـ"الهيئة المختلطة"، حيث أراد أن يكون الجسد للإنسان ولكن بقوة الشئ المراد وضعه بدلا من الرأس مثل تمثال ابن آوى وغيره، أو ان يكون بجسد حيوان ووجه إنسان مثلما فعل بتمثال ابو الهول فى دلالة على قوة الجسد وعقل الانسان المفكر.
وعن الاحتفالات والأعياد فى مصر القديمة، قال الأثري أبودشيش إن المصريين كانوا من أوئل شعوب العالم احتفالا بها، وكانت الأعياد تصنف إلى "أعياد السماء"، وهى التي تضم التقويم الفلكي والتقويم القمري، و"أعياد دنيوية أو حياتية" وتضم الأعياد القومية والمحلية والموسمية والسياسية والدينية والجنائزية وغيرها، موضحا أن من كان من أكثر فصول السنة التي تقام فيه الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية هو( فصل الفيضان والحصاد ).
ولفت إلى أن المصري القديم استخدم كلمة (حب) للتعبير عن العيد فـ(حب نفر) تعنى عيد سعيد، كما كانت تسجل داخل المعابد المصرية في صالات الاحتفالات أو تكتب على أوراق البردي وتوضع في مكتبة المعبد، مثل قوائم الأعياد المسجلة في معبد رمسيس الثالث.