تخلو شوارع مكة عشية ليلة عيد الأضحى وساحات الحرم من الحجاج، لوجودهم في عرفات منتقلين منها إلى مزدلفة وصولاً إلى منى، ويكون هذا الوقت من العام من أنسب الأوقات التي تستغل لوضع كسوة الكعبة، وذلك لقلة الموجودين في الحرم، وترتبط كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية في السعودية بشكل عام ببعض العادات والتقاليد التي تناقلها الآباء عن الأجداد، واعتبرها الأبناء أمراً متعارفاً عليه، حتى لا تكاد تأتي مناسبة معينة، إلا وتظهر بعض العادات المرتبطة بها مباشرة التي تميزها عن غيرها.
إن المطلع على إحصائيات الحج يلاحظ تفوقًا دائمًا لأعداد الذكور مقارنة بالإناث، سواء بالنسبة لحجاج الداخل أو الخارج. وحسب إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء بالسعودية، بلغت نسبة النساء من حجاج الخارج خلال الموسم الماضي 780.681 ألف حاجة مقابل مليون و82 ألف حاج.
يبلغ عدد النساء في الحج 630 ألف حاجة بالنسبة للحجاج الوافدين أما بالنسبة لحجاج الداخل فتشير إحصائيات موسم الحج لسنة 2016، إلى أن عدد النساء كان في حدود 179 ألف امراة، في حين قُدّر عدد الحجاج الرجال بـ358 ألف حاج، وحجاج الداخل هم من داخل المملكة سواء سعوديين أو من جنسيات أخرى مقيمة في البلاد.
وتعتمد كل الدول العربية على نظام السحب أو القرعة في اختيار الحجيج مع منح أفضلية لمن طال انتظارهم.
وتحاول بعض الدول إضفاء نوع من الشفافية على عمليات القرعة من خلال بثها مباشرة عبر شاشات التلفزيون الرسمي كما يحصل في موريتانيا.
ولكن بصفة عامة، لا تُنصف قوانين الحج المرأة، فلا تتمتع النساء بكوتا ضمن الحصص التي تمنحها المملكة السعودية للدول الإسلامية. كما أن النساء عادة ما تكون أعدادهن أقل ضمن المسجلين، نظرًا لارتفاع تكاليف الحج وعدم قدرتهن على توفير هذه المبالغ المالية.
أما من تتمكن من توفير تكلفة الحج فعليها أن تنافس آلاف الرجال الآخرين للفوز في القرعة، وهو ما جعل السلطات التونسية تفكر في إرساء مبدأ التناصف تدريجيًا مع عدد المسجلين بقوائم الانتظار، أو من طال انتظارهم ولم تُنصفهم القرعة.
زيادة على ذلك، تعترض المرأة جملة من الشروط يمكن أن تمنعها من الحج حتى لو حالفها الحظ في القرعة، على غرار اشتراط اصطحاب المحرم
-المحرم لمن دون 45 عامًا
قد يبدو الفارق بين عدد الرجال والنساء في الحج غير كبير نسبيًا، إلا أن الرجل أوفر حظًا في الحج أكثر من مرة مقارنة بالنساء. فحتى إذا لم يحالفه الحظ في عملية القرعة فإن بإمكانه الحج مع زوجته، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكثير من المجتمعات الإسلامية تشترط اصطحاب المرأة محرمًا في الحج، وغالبا ما تختار الزوجة ابنها أو زوجها ليرافقها إلى الحج.
أي أن الرجل يمكن أن يحظى بالفوز بالقرعة وحده أو رفقة زوجته أو شقيقته أو والدته أو أي من محارمه، على عكس المرأة، مما يقلل من حظوظ الأخيرة.
كما أن السلطات السعودية تشترط اصطحاب المرأة لمحرم إذا كان عمرها أقل من 45 سنة، ويحدد ذلك في تأشيرة دخول المرأة وتأشيرة دخول محرمها، بغض النظر عن الجنسية وهو أمر مطبق على عموم النساء اللواتي يتقدمن للحصول على تأشيرة الدخول للمملكة.
وغالبا ما تؤدي هذه الشروط إلى إقصاء عدد كبير من النساء، سواء لأسباب عائلية كأن تكون الفتاة غير متزوجة أو يتيمة.
أو لأسباب مادية، كعدم قدرة محرمها على توفير تكاليف الحج، وبالتالي لا تمنح السفارات السعودية التاشيرة لهاته الفئة من النساء. أي أن هذه الفئة هي الأقل حظًا في الحج على الإطلاق.
فهناك الملايين من النساء من يسجلن عشرات المرات، ويعدن الكرة عامًا بعد عام، أملا في انضمام أسمائهن إلى القائمة الفائزة، دون جدوى، يعجزن عن ذلك لأن عملية اختيار الحجاج تتم غالبا عن طريق القرعة، ولا تُخصص حصة للنساء.
وكانت دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى تجيز للمرأة السفر إلى الحج أو العمرة دون محرم، شرط اطمئنانها على الأمان في سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقات في شخصها أو دِينها، كأن تسافر دون محرم إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة.
أكثر من مليوني حاج
توافد علي السعودية قرابة 2.6 مليون حاج إلى البقاع المقدسة هذا العام من 178 جنسية.
إذ تم إقرار زيادة بـ 800 ألف حاج مقارنة بالموسم الماضي، وقد بلغ عدد الحجاج مليون و 862 ألف و 909 حاج. وتأتي هذه الزيادة نتيجة العودة إلى اعتماد نظام الحصص "الكوتا" في توزيع الحجاج، بعد أن توقفت عنه السلطات السعودية منذ 5 سنوات بسبب أشغال توسعة الحرم المكي.
وللإشارة فقد تم اعتماد نظام توزيع الحصص في الحج منذ سنة 1987 خلال اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي، وتحدد الكوتا لكل دولة إسلامية بألف حاج على كل مليون نسمة مسلمة من سكان البلاد.
ووفقاً لإحصائيات موسم الحج للسنة الفارطة فقد احتلت إندونيسيا المرتبة الأولى في عدد الحجاج، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 255 مليون نسمة، أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم. ويبلغ عدد المسلمين فيها 204 مليون شخص.
وتأتي في المرتبة الثانية لعدد الحجاج باكستان، يليهم حجاج الهند ثم بنجلاديش ونيجيريا، ثم تركيا في المرتبة السادسة.