تعتبر قصة الإرهابي التونسي طارق الحرزي نموذجاً واضحاً لتورط تنظيم الحمدين في تمويل الإرهاب، حيث كشفت وزارة الخزانة الأميركية في العام 2014 عن حصوله على مليوني دولار من مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية لنقلها إلى تنظيم داعش.
وكشفت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية عن أن مساعدة قطر لداعش تتم من خلال وسيط يدعى طارق الحرزي ويعد أبرز الوسطاء بين قيادة تنظيم داعش والممولين في قطر، بعد قيامه بجمع مليوني دولار من أحد المتبرعين القطريين، حيث سمحت الحكومة القطرية لمواطنيها بجمع الأموال للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ عملياتهم في سبتمبر 2014.
وذكر بيان وزارة الخزانة الأميركية أن الحرزي سهل عملية مرور المقاتلين الأوروبيين إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا وتم تسميته بأمير المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا".
كما وصف البيان الحرزي "بأمير المفجرين الانتحاريين" الذي عمل أيضاً على تنسيق وصول مليوني دولار من وسطاء ماليين في قطر بهدف استخدامها للعمليات العسكرية فقط.
كما كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية في تقرير أعده الكاتبان ديفيد بلير وراف سانشيز عن أن الإرهابي التونسي طارق بن الطاهر العوني الحرزي والملقب بأمير المفجرين الانتحاريين، تمكن من جمع أموال تقدّر بمليوني دولار من متبرع قطري.
مشيرين إلى أن الحرزي، الذي أدرجته وزارة الخزانة الأميركية على قائمتها بوصفه إرهابياً عالمياً بسبب مكانته كواحد من متزعمي تنظيم داعش الإرهابي، يشرف على تدفق الإرهابيين الأجانب والأوروبيين وتسللهم إلى سوريا عبر الحدود التركية، ويقوم بتنظيم هجمات إرهابية انتحارية وتفجيرات إرهابية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
تجنيد وتدريب
وتم تكليف الحرزي من قبل داعش باستقبال المقاتلين الأجانب المجندين الجدد وتوفير التدريب لهم على الأسلحة الخفيفة قبل إرسالهم إلى سوريا.
فقام هو والعديد من أعضاء مجموعة حدود داعش بمساعدة المقاتلين الأجانب من المملكة المتحدة، وألبانيا، والدنمارك، واعتباراً من أوائل عام 2014 قام الحرزي أيضاً بتجنيد أشخاص من شمال أفريقيا لداعش.
وفي 4 يوليو 2015 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون عن مقتل الحرزي في غارة لطيران التحالف في منطقة الشدادي بسوريا.
وقال الناطق باسم الوزارة جيف ديفيس إن الحرزي قتل في غارة للتحالف في الشدادي بمحافظة الحسكة، وأوضح أن طارق الحرزي كان مكلفاً بـ "جمع تمويلات" و"تجنيد" مسلحين للقتال مع التنظيم المتطرف كما شارك في "شراء أسلحة ونقلها من ليبيا إلى سوريا".
وأضاف الناطق أن "مقتله سيقلص من قدرة تنظيم داعش على إدماج مقاتلين أجانب في المعارك بالعراق وسوريا وعلى نقل مسلحين وأسلحة بين سوريا والعراق".
وأعلنت الخارجية الأميركية عن مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن طارق الحرزي بينما كان شقيقه علي الحرزي ملاحقاً لدوره في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي سبتمبر 2012 الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة آخرون، ثم أعلنت الخارجية الأمريكية في وقت قريب أن "الحرزي" لم يقتل في الغارة و هرب.
كما اتهمته السلطات التونسية بالمشاركة في التخطيط لاغتيال القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في العام 2013 أثناء فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، وقد تمت تصفيته هو الآخر في العراق الذي سافر إليه بعد أن أطلقت السلطات التونسية في عهد حكم الإخوان سراحه في يناير 2013 رغم وجود أدلة عن تورطه في الهجوم على القنصلية في بنغازي.