الفرحة تعود إلى سوريا في العيد.. وقف إطلاق النار.. عودة معرض دمشق الدولي.. وإنجاز رياضي تاريخي على الأبواب

يبدو أن سوريا تتجه بخطوات سريعة نحو الهدوء والاستقرار، بعد 6 سنوات من الخراب والتدمير، الذي أتى على الأخضر واليابس، ليتزامن ذلك مع احتفالات العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، لتتشارك لأول مرة المناطق السورية فرحة الاحتفالات بعد أن تكبدت على مدار السنوات دمار ودماء.

"وقف لإطلاق النار في معظم المناطق السورية.. وعودة معرض دمشق الدولي بعد انقطاع لست سنوات، وفوز لمنتخب سورية على قطر وقرب تأهله لكأس العالم لكرة القدم بروسيا للمرة الأولى بتاريخه.. واجتماعات دولية في جنيف وأستانة لتسوية الأزمة العسكرية والسياسية في البلاد".. مصادر عدة لفرح سوري يضاف إلى فرحة قدوم عيد الأضحى، الذي يأتي بوقت هو الأكثر راحة واستقرارًا لهم منذ ست سنوات.

عيد الأضحى

اتفاقات وقف إطلاق النار بين الجيش السوري والمعارضة التي جرت برعاية دولية، سمحت للكثير من السوريين بتنفس الصعداء، والعودة للحياة الطبيعية التي اعتادوا عليها سابقًا، بما فيها الاحتفالات بعيد الأضحى.

أبو محمد في الغوطة الشرقية لم يكن يتوقع قبل أشهر قليلة، أن يذهب إلى المسجد رفقة ابنه (8 سنوات) ويصلي صلاة العيد مع أقاربه وجيرانه المتبقين في الحي الذي يسكن فيه، دون أن يخاف وهو يصلي من أن تسقط عليه قذيفة من طائرة حربية أو مدفعية ثقيلة.

ويقول الشاب الثلاثيني: "عيد الأضحى شكل لنا فرحة ومتنفسًا نزور به من تبقى من أقاربنا وأصدقائنا، صحيح أن الكثير من أقاربي وأصدقائي إما نزح أو قتل، إلا أن الحياة ستستمر ونحمدالله على كل حال، أتمنى أن تنتهي الحرب نهائيًا، وأن نشعر بالأمان والفرحة بشكل دائم، وليس فقط في الهدن والأعياد".

"جورج عساف" من محافظة حلب يقول لـ "أهل مصر": بالرغم من أنني لست مسلمًا إلا أنني أشعر بفرحة العيد وأعتقد بأن العيد هذه المرة مختلف عن سابقه من ناحية الفرحة والأمان، الذي بدأنا نشعر به فعلًا في بيوتنا وفي الطرقات، فلم أعد أخشى من أن تطالني رصاصة قناصة وأنا ذاهب إلى عملي، كما إنني واثق من أن الحياة المعيشية ستتحسن مع الأيام طالما الحرب متوقفة".

وانعكس الأمان المتصاعد في محيط العاصمة دمشق على الأجواء داخلها، فإكتظت مساجد دمشق المعروفة بكثرتها بالمصليين في صلاة العيد، وفي بعض المساجد لم يبقى مكان للمصلين ليصلي البعض منهم على جوانب الطرقات، كما امتلأت الأسواق بالمشترين الذي تسارعوا لشراء ملابس وحلويات العيد، على الرغم ارتفاع الأسعار، إلا أن الإقبال كان كثيفًا.

وشهدت مكاتب الحوالات المالية في العاصمة ازدحامًا غير مسبوق، نظرًا لاعتماد الكثير من السوريين مؤخرًا على ما يرسله أبنائهم وأهاليهم الموجودين في الخارج.

أكثر من لعبة

المشاهد لمباراة منتخب سوريا لكرة القدم مع قطر والمدقق في تصرفات اللاعبين السوريين وتصرفات مدربهم أثناء المباراة وبعدها، يدرك تمامًا أنها لم تكن مباراة كغيرها من المباريات في كرة القدم وحسب؛ فيمكن أن نقول عنها أنها فرحة العمر الأكبر، صافرة حكم المباراة التي أعلنت فوز سوريا 3-1 وتقربها من الوصول إلى كأس العالم، كانت إشارة لبدء الاحتفالات في الشوارع والمقاهي في دمشق والحسكة وحمص وحلب وغيرها من المحافظات الأخرى.

لأول مرة يشارك في المنتخب السوري لاعبين معارضين ومؤيدين ضمن فريق واحد، ولأول مرة منذ 31 سنة يقترب من الوصول لكأس العالم الذي لم يبلغه قط، بالرغم من لعبه للمباريات خارج سوريا وبعيدًا عن جماهيرها في ماليزيا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن دمشق التي كانت من المفترض أن يحتض ملعبها العباسيين للمباريات، إلا أن الحظر الدولي على ملاعب سوريا بسبب الحرب منع حدوث ذلك، ولكنه لم يمنع دموع اللاعبين والمدرب من أن تنهمر فرحًا لعملهم أن انتصارهم في المباراة هو مصدر فرحة الملايين من السوريين المتابعين لهم من على الشاشة الصغيرة، وبأن القسم الأكبر من الشعب السوري، بات يربط سعادته بفوز فريق بلاده بلعبة كرة قدم، بعد أن بددت الحرب مصادر الفرح الأخرى لديهم.

نظرة أمل

كثرت في الفترة الأخيرة الأحاديث عن قرب تسوية سياسية تنهي الحرب الطاحنة الدائرة في سوريا منذ ست سنوات، وزاد الأحاديث تلك أملًا، تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا الذي قال فيها، إن "الحرب في سوريا بدأت في الانتهاء".

وسبق ذلك اجتماع للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها ومواقفها وخروجها بنتائج إيجابية للتفاهم مع الحكومة السورية على حل في مؤتمر جنيف، ينهي حالة الانقسام والحرب ويعيد البلد إلى حالة السلم التي كانت تنعم بها قبل 2011.

بعد أيام يعقد اجتماع أستانة ومؤتمر جنيف وكلاهما يجمع الحكومة والمعارضة السورية برعاية من الدول الكبرى، ويرى الكثير من المتابعين والمحللين بأن العام الحالي سيشهد حلًا نهائيًا للحرب في سوريا نظرًا للمعطيات الموجودة على الأرض، وينظر السوريون بعين متفائلة إلى تلك الإجتماعات، ويأملون أن تفضي إلى نتائج إيجابية كما أفضت إليه نتيجة مباراة منتخبهم مع قطر، بتحقيق الانتصار، وأن يكون انتصارهم هذه المرة على شكل سلام دائم ينعمون به كغيرهم من الشعوب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الريان وبرسبوليس (0-0) بدوري أبطال آسيا للنخبة (لحظة بلحظة) | بداية المباراة