أقدمت السلطات التشادية على غلق السفارة القطرية وطرد مسؤوليها بعد تسليم مصر معلومات للرئيس التشادي إدريس ديبي، تكشف أن قطر تمول معسكرات تدريب للمليشيات التشادية في ليبيا.
كشف موقع "كاميرون فويس" الأفريقي، عن أن السلطات التشادية أعلنت البعثة الدبلوماسية القطرية على أراضيها "غير مرحب بها" وعليها مغادرة البلاد، بعد تسليم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وثائق لرئيس تشاد، إدريس ديبي تفيد أن قطر تمول الجماعات المتمردة ضد الحكم في الجزائر وكذلك إرهابيين في ليبيا يشكلون تهديدا لأمن تشاد.
وبين الموقع أن حرب اتهامات اندلعت مؤخرا بين قطر وتشاد، إذ تتهم هذه الأخيرة السلطات القطرية بالمناورة لإثارة الفوضى على أراضيها انطلاقا من ليبيا، في حين تنفي الدوحة هذه الاتهامات.
وتابع الموقع أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قام مؤخرا بزيارة إلى تشاد للتنسيق لمكافحة الإرهاب، موضحة أنه سلم الرئيس التشادي معلومات حول تورط قطر في تمويل قوات معادية للنظام التشادي، ينشطون في الأراضي الليبية وينخرطون وسط المتطرفين فيها. وبينت الوثائق، بحسب الموقع أن قطر تمول ليس فقط الإرهابيين الإسلاميين ولكن أيضا المتمردين التشاديين الذين يستعدون للعودة وخوض الحرب ضد السلطات التشادية.
من جانب آخر، أوضح وزير الأمن الداخلي التشادي، أحمد محمد بشير، في تصريحات لـ "إذاعة فرنسا الدولية"، أن بلاده لن تسمح لأي شخص أو أي دولة بتهديد استقرارها، مشددا على الأدلة حول تورط قطر في تمويل المعارضة التشادية والإسلاميين الليبيين. هذه الاتهامات تأتي ضمن سلسلة جديدة من الفضائح التي تطال قطر، فمنذ بضعة أعوام واجهت قطر اتهامات بتمويل معسكرات تدريب للمتمردين التشاديين، بعد إسقاط القذافي في طرابلس.
وبالفعل حاول المتمردون التشاديون الانتشار في قطاع أوزو التشادي، لكن القوات الحكومية تمكنت من هزيمتهم وطردهم في 2013، ليستقروا في جنوب ليبيا.
ووفقا للبيانات فإن هناك ما يقرب من 18 ألف مرتزق تشادي يشاركون جماعات متطرفة في ليبيا تحت رعاية قطر، لافتة إلى أن قوات قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، لديها أدلة وشهادات حول هذه القوات، وفي تحقيق مطول لإذاعة فرنسا الدولية تحت عنوان "ليبيا القاعدة الخلفية للمتمردين التشاديين"، أوضحت أن الحكومة التشادية لديها أدلة موثقة حول تورط قطر في تمويل وقيادة التمرد ضدها، مشيرة أن قائد المليشيات التشادية، تيمان إردمي، يقيم حاليا في الدوحة.
وتابعت الإذاعة بالقول إن قرار غلق السفارة القطرية في الدوحة وإعلان البعثة الدبلوماسية القطرية غير مرحب بها، جاءا بعد التأكد من تواجد قائد التمرد في الدوحة.
وبينت الإذاعة أن وصول الجيش الليبي في الجنوب، في يونيو الماضي دفع جزءا من المقاتلين التشاديين إلى الجانب التشادي من الحدود المشتركة مع ليبيا، إضافة إلى فرار جزء آخر إلى إقليم دارفور السوداني.