في أقصر مضيق بين فرنسا وإنجلترا، وسط برودة مياه، وصلت درجة حرارتها إلى 16 درجة مئوية، حارب الأمواج وبرودة المياه، وظل يجازف بحياته، ليحقق هدفه، في عبور المانش، ولكن في لحظة فقد السيطرة على جسده، لتتوقف ذراعه وقدمه عن الحركة، متأثرين بالبرودة وشدة الأمواج، إنه البطل المصري الصغير محمد الحسيني، السباح من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لمدة 7 ساعات متواصلة، استطاع فيها السباح المصري الصغير أن يتحدى نفسه ويسبح نصف المسافة، التي تجعله يفوز بتحدي عبور بحر "المانش"، الذي يربط بين إنجلترا وفرنسا، لتحقيق حلمه، بدخول موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، والفوز بلقب أول سباح من ذوي الاحتياجات الخاصة يعبر المانش، ولكنه أخفق في منتصف طريقه لتحقيق حلمه.
بدأ محمد الحسيني السباحة ببحر "المانش"، في فجر الجمعة الماضية، وبعد قطعه 16 كيلو سباحة، ووصوله إلى منطقة تيارات عكسية، ظل 60 دقيقة يحاول السباحة، ولكن دون أمل، إلى أن توقف ذراعه وقدمه عن الحركة، نتيجة برودة الماء، فقام مدربه الخاص بإخراجه على الفور من الماء، نظرًا لوجود خطورة على حياته.
السباح المصري، الذي حقق بطولات كثيرة، استطاع أن يحصل على بطولة العالم العام الماضي بإيطاليا، وتحديدًا في فلورنسا، ويحصد 4 ميداليات متنوعة بين فضة وبرنز وذهب.
وبالرغم من أن عمره لم يتعد الـ17 عامًا، وإصابته بمرض متلازمة داون، وما يصاحبها من ضعف في القدرة الذهنية والبدنية، فقد شارك الكابتن خالد شلبي في 3 بطولات دولية في الغردقة في تحدي "المياه المفتوحة".
بدأ محمد الحسيني تدريبات السباحة، منذ أن كان طفلًا يبلغ من العمر 6 سنوات، وبالرغم من صغر سنه، فإن حلم عبور المانش، كان يراوده بين الحين والآخر، إلى أن التقى بالمدرب خالد، الذي دائمًا يلقبه بالمدرب المعجزة، ويعتبره مثله الأعلى، نظرًا لأنه عبر المانش عام 1983، رغم إعاقته، وفقدانه ذراعه، فقد حصل على لقب أول سباح في العالم يعبر المانش بذراع واحدة، خلال 16 ساعة و20 دقيقة.
وفي التاسع من أغسطس الماضي توجه البطل المصري الصغير، محمد الحسيني، إلى إنجلترا للمشاركة في بطولة عبور بحر "المانش"، وفي الوقت الذي احتفلت فيه مصر بأولى أيام عيد الأضحى المبارك، كان السباح الصغير، يحارب الموج وبرودة الماء، للوصول إلى حلمه للفوز بلقب أول سباح من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يعبر المانش، ويحصد جائزة أخرى لمصر، ولكن لم يحالفه الحظ في الفوز.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
