توقف كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد، أمام مشاركة مصر في قمة "البريكس" في الصين، ونشاط الرئيس السيسي المرتقب لتعزيز مكانة مصر الدولية وتوثيق الصلات مع الدول على المستوى الاستثماري والتجاري، بالتحليل واستعراض المعلومات، دافعين بأحقية مصر في الانضمام إلى دول البريكس؛ في ظل ما تحققه من إصلاح اقتصادي.
فرأى الكاتب عبد المحسن سلامة، في مقاله بصحيفة "الأهرام" أن العلاقات المصرية ــ الصينية تسير في طريقها الصحيح، ووصلت إلى مستويات لم تصل إليها من قبل على مدى 60 عاما، معتبرا دعوة مصر لحضور القمة اعترافا من دول المجموعة بأهمية الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد المصري حاليا في مختلف المجالات.
وقال في مقاله بعنوان "الخيارات الممكنة بين مصر والصين"، إن الصين تعد تجربة فريدة ومتميزة لابد من الوقوف أمامها طويلا والاستفادة من تجربتها التي تؤكد أنه لا يوجد مستحيل، بعد أن كانت تعاني من الفقر والجهل لتتحول إلى عملاق اقتصادي ضخم يكاد يهيمن على العالم إذا سار بنفس معدلات النمو الحالية التي تتخطى الـ 7.3% سنويا والتي تعتبر من أعلى معدلات النمو العالمية.
وعبر الكاتب عن تمنياته أن تتسع مجموعة "البريكس" لتضم مصر لتصبح الدولة السادسة خاصة مع تحرك عجلة الإصلاح الوطني إلى الأمام، معترفا بأن الطريق لا يزال طويلا لكن ليس مستحيلا والصين خير دليل، وخاصة أن العلاقات المصريةــ الصينية في أفضل أحوالها الآن، وتابع "المهم أن نستفيد نحن من التجربة ونأخذ منها ما نريد حسب ظروفنا".
وقارب الكاتب بين الظروف الاقتصادية التي انطلقت منها الصين، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تتخذها مصر حاليا، لافتًا إلى انطلاق مثيلتها في الصين منذ إعلان الرئيس الصيني السابق دينج شياو بينج، عام 1978 انفتاح البلاد على العالم، ليبدأ مسيرة إصلاح اقتصادي صعبة ومعقدة لكنها نجحت في إنقاذ العملاق الصيني وتحويله إلى أكبر دولة تجارية، وأكبر مصدر في العالم، وثاني أكبر مستورد.
وعدد الكاتب من مظاهر الإصلاح الاقتصادي في الصين والاهتمام بتطوير البنية التحتية، بإنفاق أكثر من تريليون دولار في مجالات إنشاء الطرق وإدخال المياه والكهرباء والتليفونات، وجذب الاستثمارات، فضلا عن التصدي الحاسم للحكومة الصينية للفساد، بمساندة من بنية تشريعية قوية، لحماية حقوق العمل والموظفين، وفي الوقت نفسه، تشجيع الاستثمارات وتسهيل التصدير.
ولخص إمكانيات الاستفادة من التجربة الصينية في التصنيع بالتحول من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي، والسعي لتبني استراتيجية لتوطين الصناعة في مصر لكل أنواع الصناعات برؤية واضحة واستراتيجية تستهدف أن تتحول مصر إلى صين العرب وإفريقيا خلال المرحلة المقبلة.
وحث الكاتب الحكومة على امتلاك أجندة واضحة في هذا الإطار تعتمد على فتح المصانع المغلقة، وغرس المصانع الجديدة وإقامة المناطق الصناعية في كل المدن والمناطق الجديدة، مطالبا بدخول الحكومة طرفا في هذا المجال؛ خاصة في مجالات الصناعات الثقيلة - غير الجاذبة للقطاع الخاص - فضلا عن إعادة افتتاح مصانع السيارات الحكومية المعطلة، ومصانع الحديد والصلب، وإنشاء مصانع أخرى جديدة في مختلف المجالات حتى يتعافى القطاع الخاص المصري ويصبح قادرا على الصمود والمنافسة.
وفي مجال الزراعة.. نادي الكاتب بوضع خطة محكمة للتوسع في مناطق الاستصلاح الزراعي، والحفاظ على الرقعة الزراعية الحالية من الضياع، وتطوير شبكة الري وتحويله من ري بالغمر إلى ري حديث بالتنقيط أو الرش لتعظيم الاستفادة من حصة مصر المائية في مضاعفة الرقعة الزراعية.
وحرص الكاتب على استعراض نجاحات طريق الإصلاح لإنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار والإفلاس، ومنها الإصلاح المالي وتعويم الجنيه رغم كل الآثار السلبية، ويبقى ضرورة أن تعالج الحكومة ببرامج واضحة الآثار السلبية لهذا القرار.
وأكد أهمية التركيز في مشروعات البنية التحتية وإنشاء شبكة الطرق العملاقة التي تعتبر أكبر الإنجازات الحالية بهدف التوسع في المناطق الجاذبة للاستثمار، إلى جانب الإصرار على مكافحة الفساد - لا فرق بين مسئول كبير أو موظف صغير – وهو ما تقوم به الرقابة الإدارية والأجهزة الرقابية الأخرى.
وكانت آخر نصائح الكاتب للوصول إلى ما وصلت إليه الصين في إصدار بنية تشريعية تسهم في جذب الاستثمار مثلما حدث في قانون الاستثمار الأخير، وإصدار لائحته التنفيذية ما يفتح الأبواب على مصاريعها للاستثمار الأجنبي والمحلي، ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد المصري تدفقات استثمارية كبيرة خلال المرحلة المقبلة تسهم في ارتفاع معدلات النمو والحد من البطالة.
وفي مقال الكاتب ياسر رزق، بصحيفة "الأخبار" أكد أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس هي الأولى لزعيم عربي يشارك في قمة البريكس منذ تأسس هذا التجمع، لافتا إلى أن هذه دعوة الصين لحضور الرئيس هي الثانية بعد مشاركته في قمة العشرين كضيف شرف.
وعرف الكاتب في مقاله بعنوان "مباحثات قمة للسيسي غدا مع بينج وبوتين في شيامن" قمة البريكس التي تحمل أول حرف من أسماء الدول الخمس الأعضاء في التجمع (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) من الدول صاحبة أعلى معدلات للنمو في العالم - وأنشئت عام ٢٠٠٦، بهدف التنسيق تجاه القضايا الاقتصادية العالمية.
وتضم دول البريكس ٤٢٪ من سكان العالم، وتمثل اقتصاداتها ٢٣٪ من إجمالي اقتصادات العالم، مقابل ١٢٪ عند تأسيسها، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لدولها نحو ١٧ تريليون دولار، ويبلغ نصيبها من حجم التجارة الدولية ١٦٪.
وأضاف أن القمة التاسعة لدول البريكس تنعقد تحت عنوان "شراكة قوية من أجل مستقبل أكثر إشراقا"، مؤكدا استحقاق مصر الانضمام إلى تجمع البريكس، ليس فقط لتأثيرها السياسي عربيا وشرق أوسطيا، ومكانتها في منطقة المتوسط، ودورها الرائد في قارتها الإفريقية، وإنما أيضا لحجم اقتصادها وسوقها وعدد سكانها ومؤشراتها الواعدة اقتصاديا.
ورأى الكاتب أن مشاركة مصر في القمة بعد المشاركة العام الماضي في قمة العشرين، في نفس البلد وهو الصين الصديقة، ترجمة للتقدير الدولي لدور مصر، وتعبير عن مكانة مصر ومؤشرات اقتصادها، فيما تشير توقعات كبريات مؤسسات الدراسات الاقتصادية العالمية، إلى أن الاقتصاد المصري المتنامي سيحتل المركز ال(19) عالميا بحلول عام ٢٠٣٠.
واستعرض الكاتب الوفد المرافق للرئيس السيسي في القمة ويضم وزراء (الخارجية، والاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والنقل)؛ حيث يشارك الرئيس بكلمة يعرض فيها فرص الاستثمار بمصر خاصة في المنطقة الاقتصادية لإقليم قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات البني التحتية والنقل، كما يتناول الخطوات التي تمت في برنامج الإصلاح الاقتصادي والمؤشرات الإيجابية التي نتجت عنها.
وكشف الكاتب عما ستضمه كلمة الرئيس السيسي خلال قمة البريكس ويتناول فيها رؤية مصر لإنشاء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية لوضع شروط ائتمانية أكثر تيسيرا على الدول النامية، وتوسيع نطاق التعاون بين مصر ودول البريكس.
وأضاف أن الرئيس سيلتقي قادة دول البريكس والدول المدعوة للمشاركة في القمة، أبرزها لقائه مع الرئيس الصيني شي چين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملمحا إلى انعكاس قوة العلاقات المصرية الصينية فيما قام به الرئيس الصيني خلال قمة العشرين بالخروج على الأعراف المتبعة وتعقيبه على مداخلة الرئيس السيسي عبر فيها - في كلمة مطولة - عن رؤيته لقيادة الرئيس السيسي ونظرته لمصر ومستقبلها.
وتذكر الكاتب كلمات الرئيس الصيني بـ"إن مصر تحت قيادتكم قد اختلفت وباتت في صورة جديدة نقدرها. إننا نتابع الدور المهم الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط ونسانده، ولقد استمعت بتمعن إلى الموضوعات التي طرحتها في مداخلتكم، وهي قضايا يتعين النظر إليها بجدية ومتابعتها باهتمام، لا سيما ما يتعلق بظاهرة الإرهاب، ونعلم أن مصر تخوض حربا للقضاء عليها، وكذلك قضية المناخ التي تتحدثون عنها بلسان أفريقيا.. نحن في الصين معكم ونثق في قيادتكم لمصر، وأنكم ستقودون بلادكم وشعبها إلى النجاح على طريق التقدم".
وأضاف الكاتب أن مباحثات القمة المصرية - الصينية الخامسة سيناقش الرئيسان تطورات قضايا إقليم الشرق الأوسط، ويستعرضان ما تم في تنفيذ اتفاقات التعاون الموقعة بين البلدين، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقات أهمها اتفاق تمويل إنشاء القطار الكهربائي الذي يربط مدينة السلام بمدينة العاشر من رمضان، ويمر بمدن العبور والشروق والروبيكي ثم يتفرع عند الروبيكي في خط آخر يصل إلى العاصمة الجديدة، واتفاقية إطلاق القمر الصناعي "مصر سات -٢" بمنحة صينية ٤٥ مليون دولار.
وأشار الكاتب إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين السيسي وبوتين وتناول أزمات الشرق الأوسط، وعلى رأسها الوضع في سوريا وليبيا ستكون على رأس الملف السياسي، فضلا عن تناول ملف التعاون الاقتصادي، واتفاق إنشاء المحطة النووية بالضبعة المقرر توقيعه قبيل نهاية العام، وإلى التعاون الاستثماري وإزالة العقبات أمام التعاون في مجال السياحة.
أما الكاتب عبد الرازق توفيق، ففي مقاله بصحيفة "الجمهورية" رصد نجاحات زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، مؤكدا معاني ودلالات انتصار مصر على المتاعب الدولية من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها خلال 69 زيارة خارجية منها 21 لإفريقيا وضعت مصر في مكانها الحقيقي على الخريطة الدولية.
واعتبر الكاتب - في مقال بعنوان "مصرـ السيسي.. دائما مع الكبار" - أن قمة البريكس فرصة لعرض إنجازات مصر ومشروعاتها وفرص الاستثمار الواعدة وحصاد ثلاثة أعوام من الرؤية والجهد والصراع مع الزمن تحول إلى مزايا على الموائد الدولية.
وأكد الكاتب أن ميزة سياسة مصر الدولية في إيجاد البدائل وتوصف بعدم التجمد لمرونتها وتنوعها.. فعلاقات مصر مع روسيا أو الصين ليست بديلا لعلاقاتها مع الولايات المتحدة.. وحالة النشاط الدولي التي تقوم بها مصر سواء من خلال الرئيس السيسي وزياراته الخارجية الناجحة أو استقباله للعديد من قادة وزعماء ورؤساء العالم والتي بلغت 543 اجتماعا عقدها الرئيس السيسي مع زوار مصر من قادة ومسئولي العالم والمنظمات الدولية.
والأرقام تجسد وتعكس حالة التنوع في السياسة الدولية المصرية فعلى سبيل المثال فقد قام الرئيس السيسي بـ 21 زيارة لدول أفريقية من إجمالي 69 زيارة خارجية وهو يمثل 30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية وهو يظهر مدى اهتمام مصر بالقارة السمراء وأيضا حرصها على العودة واستعادة دورها الريادي على الصعيد الإفريقي واستقبل الرئيس وعقد 112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية.
واستعرض الكاتب ملفات علاقات مصر الدولية والإقليمية منذ تولي الرئيس السيسي مسئولية حكم البلاد في يونيو 2014 واستعادة مصر مكانتها سواء على المستوى الإفريقي وعودة القاهرة إلى التجمع العالمي الأبرز وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعلن إنها بلد صاحب ثقل دولي وإقليمي ويظهر للعالم حقيقة الصراع الذي تخوضه مصر نيابة عن العالم في مواجهة الإرهاب الأسود ليس فقط بالمواجهة ولكن أيضا بفضح الدول الداعمة والمساندة والممولة لهذا الإرهاب البغيض.
وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي للصين تؤكد عمق ومتانة وتاريخ العلاقات بين البلدين وتجسد أن القاهرة حاضرة دائما مع الكبار.
وتطرق الكاتب إلى تاريخ العلاقات المصرية- الصينية، والمشاركة في طريق الحرير الذي تعتزم الصين إنشاءه ويربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وتقترب تكلفته من 50 مليار دولار ويمر عبر 56 دولة، والزيارات المتبادلة بين الرئيسين.
وعزا الكاتب متانة العلاقات المصرية الصينية إلى الزيارات الأربع للرئيس السيسي للصين وزيارة الرئيس الصيني للقاهرة ما أتاح الفرصة لتوثيق العلاقات وتقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف والشراكة الاستراتيجية.
وعدد من الأسباب الداعمة لعضوية مصر في مجموعة البريكس من خلال العلاقات القوية بالدول الأعضاء في المجموعة، فضلا عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي وإيجاد بنية أساسية وتشريعية للاستثمار تجعل مصر إحدى الفرص الواعدة والقوية وتزيد من جاذبيتها للاستثمارات القادمة من دول المجموعة، وكذلك ارتفاع معدلات التنمية.
وتطرق الكاتب إلى زيارة الرئيس السيسي لفيتنام كأول زيارة لرئيس مصري في تاريخ العلاقات بين البلدين ما يعد انفتاحا جديدا للقاهرة على مختلف الدول وتأكيدا لسياساتها الناجحة في إيجاد علاقات قوية مع جميع دول العالم في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة.