يا ما في مصر مجاذيب.. حكايات لـ5 مواطنين "دماغهم ضربت من كتر العقل".. علي مهندس ضاع حلمه فاختار "التوهان في ملكوت القاهرة".. "العزيزي"السياسي المجنون الذي فقد عقله بسبب الشعب كله

كتب : سها صلاح

ويا مصر.. وان خيّرونى.. ما اسكن الَّاكى.. ولاجْل تْتبسِّـمى.. يا ما بابات.. باكى.. تسقينى كاس المرار.. وبرضْـه باهواكى "قصيدة للشاعر" "عبد الرحمن الأبنودي".

رغم أنهم يسيرون في الحواري حافيين القدميين، مهترئي الملابس، ذقونهم طويلة و ملابسهم مقطعة إلا أنهم لا يأبهون لحديث الناس من حولهم، تعتقد في الوهلة الأولي أنهم "مجاذيب" لا يعلمون شيئاً عن ما يدور حولهم، لكن العكس صحيح هم فقط سارحون في "ملكوت مصر"، خطواتهم مدروسة، يفقهون في كل شئ فلسفة، فن، سياسة، أدب، لكنهم أختاروا العيش هكذا بإرادتهم و البعض منهم ظروف الحياة القاسية أجبرتهم علي هذا.

في هذا التقرير حكايات إنسانية لـ"مجاذيب" مثقفين وفنانين و سياسين و فلاسفة، للننتقل في رحلة داخل عقولهم...-ضياع حلم"علي حسين" يسير بخطوات ثابتة في طريقه لنجاح وثروة بمشروعه الصغير في هندسة السيارات، لكنه استيقظ علي خسارة مدوية حيث تعرض لعمليات نصب متكررة، حتي أودت به إلي أبواب الشارع مجذوباً صماتاً مشرداً.لم يستطع أحد من عائلته التعامل مع حالته، كانوا يحبسونه في البيت خوفًا من أن يكتشف أحد الجيران حالته، إلى أن أصبح يأتي بأفعال مؤذية للجيران من شباك غرفته، ضاق حال الأسرة به، فأطقوا سراحه وهرب.علي ليس مجذوباً كما يعتقد المواطنون في الشارع الذين يخافون الاقتراب منه هو مهندس ضاع حلمه فنقم علي كل شئ وشعر بالعجز فأختار أن يعيش في الشارع بميدأن التحرير تجد خيمته لاقرب من تمثال عمر مكرم، وإذا اقتربت و تحدثت معه كما فعلت صحيفة الديل ميل البريطانية تجده أكثر ثقافة من كثيرون، لكنه أحب العيش في شوارع مصر لعله يجد في الفضاء الفسيح مجالاً للتنفس عن أحزانه.-السياسي المجنونعلي العزيزي "مجذوب" كوبري القبة يتجول مرتديًا ملابس متواضعة جدًا، ويحمل بعض المستندات والأوراق التي لا يعرف أحد ما تحويه، وإن كانت الناس في الشوارع التي اعتاد المرور بها يرددون أن ليس بها شيء هام؛ لأنه لو كان بها، فلن يتركها أحد في أيدي مجنون يسير بها في الشارع بشكل يومي.يسير هائماً يكرر جملة واحدة "الشعب الشعب الشعب" لا أحد يدري ماذا حدث له لكن الفضول الذي يعتريك عند مشاهدته يجعلك تضع سيناريو حول ما حدث له و القصة وراء فقدانه صوابه.الحلم يقود للجنون أحيانًافي حالة عز الدين محمد فإن امتلاءه بحلمه الفني هو ما قاده للجنون، فبعد أن كون الأموال ليفتح أشهر جاليري للرسوم في مصر، جاءت تلك الفتاة العشرينية التي أخذت ما وراءه و ماخلفه لينتهي بها الحال مقتولة علي يد بلطجي بالزقازيق، وأمواله أصبحت في خبر كان، عندها فقد حبه و أمواله وحلمه و أصبح الشارع مكاناً يحتضن ألمه.السلك الدبلوماسي أفقده عقلهتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحصل منها على البكالوريوس مع مرتبة الشرف، كانت أحلامه فقط أن يكون سفيراً، إلا أن الوساطة أغلقت الدنيا أمام عينيه وحولته إلى مجنون بعدما ضاع أمله في الحياة بعد زواج والده من امرأة سيئة طردته إلى الشارع، ليصبح فيما بعد خطرًا يهدد المجتمع الذي لم يرحمه.الفلسفة أودت به إلي الرصيفعبد الله محمود كان أستاذاً للفلسفة بإحدي الجامعات المصرية العريقة و لكنه أبحر في اعلم أكثر مما ينبغي حتي حولته الفلسفة إلي "مجذوب" ترك الجامعة و أصبح يفلسف علي المواطنون في الشارع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً