كيف قضي أهالى قرى الخصومات الثأرية عيد الأضحي؟.. حزن يخيم على الأهالي.. والخوف من الاشتباكات يفسد الفرحة

لدى دخول شوارع قرى الخصومات الثأرية في شمال محافظة قنا، تجد العشرات من المدرعات وسيارات الشرطة بين بيوت العائلات، الجميع يقف على مسافة واحدة ترقبًا وربما خوفا من اندلاع اشتباكات تعكر صفو حالة أمنية، يبدو أنها مؤقتة، وتفسد فرحة غير مكتملة بعيد الأضحى المبارك.

هنا قرى الخصومات الثأرية في مركز أبوتشت شمال محافظة قنا، هنا قريتي كوم هتيم والحسينات، والتى اكتست خلال الأيام الماضية بنشوب خلافات واشتباكات ثأرية تتجدد بين الحين والآخر بين عائلتي الطوايل والغنايم في كوم هتيم، وبين عائلتي آل عيد والنواصر بقرية الحسينات بمركز أبوتشت شمال المحافظة.

سيطرة أمنية في الحسينات

هنا في القرية الحسينات التابعة لمركز أبوتشت، الأجهزة الأمنية تحاصر مداخل ومخارج القرية، وتفرض هيمنة أمنية، وذلك لضبط اي خارجين عن القانون أو اي أشخاص بحوزتهم أسلحة نارية، وضبط اطراف الخصومة الثأرية بين عائلتي آل عيد والنواصر.

الحزن يسيطر علي الحسينات

من جانبه يقول محمود حمزة، أحد اهالى قرية الحسينات: إن الخصومة الثأرية بين العائلتين في القرية، أثرت بشكل كبير علي فرحة الأهالى بالعيد، حيث غابت الفرحة بعيد الأضحي بسبب الخصومة الثأرية المستمرة بين العائلتين.

وأضاف حمزة في سياق حديثه لـ"أهل مصر"ك إن بعض الأطفال خرجوا بشكل ضعيف داخل القرية وأمام منازلهم، لكن الكبار ما زال الحزن والهم يسيطر عليهم بسبب الخصومة، وغابت فرحة العيد عن العديد من المنازل التابعة للعائلتين في قرية الحسينات، قائلًا: "إحنا منفيين ومحدش بيسأل فينا ولا علينا".

الأمن علامة الاستقرار

وأشار حمزة إلى أن تواجد الأجهزة الأمنية في مداخل ومخارج القرية، منذ الساعات الأولي لصباح أولي أيام عيد الأضحي المبارك، أعطي استقرارًا وأمانًا ملحوظًا داخل القرية، لافتًا أن مشكلات الدم وتوغلها كان سببها عدم تدخل الامن لحلها منذ بدايتها، ومجرد تدخل الأمن يتم حلها فورًا.

الأهالى يلزمون منازلهم

من جانبه قال " ا. ع" أحد أطراف الخصومة الثأرية بين عائلتي عيد والنواصر في الحسينات: إن الأهالى لزموا منازلهم خلال أيام عيد الأضحي المبارك، ولم يتحرك أي فرد من كل عائلة سوي في المساحات الخاصة بعائلته وذلك خوفًا من تجدد أي اشتباكات وإطلاق أعيرة نارية ووقوع ضحايا.

وأردف، أن الأهالى في القرية، كل همهم هو المحافظة علي أرواحهم خوفًا من الموت بطلقات الرصاص، مشيرًا إلي أن الفرح لم يدخل غلي قلوب الأهالى من العائلتين حتي لو دقت الأفراح أو الأعياد أو حفلات الزفاف والطهور بسبب تلك الخصومة الثأرية.

وكانت الخصومة الثأرية بين عائلتي آل عيد والنواصر بالحسينات، بدأت في عام 2014، وذلك بسبب لهو الأطفال وخلافات الجيرة، وراح ضحيتها 3 أشخاص من العائلتين خلال اشتباكات مسلحة، منهم شخص استقبل رصاصة عن طريق الخطأ، فضلًا عن إصابة 4 آخرين بطلقات نارية.

الصمت..هنا كوم هتيم

أما في قرية كوم هتيم التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا وموقع خصومة عائلتي الطوايل والغنايم، فخيمت حالة الصمت علي القرية، وسط تواجد مكثف لأجهزة الامن، والمدرعات الشرطية، وكتائب الأمن المركزي للسيطرة علي القرية، وفرض حالة من الهدوء والهيمنة الأمنية.

وبحسب أحد أهالى القرية الذي - رفض ذكر اسمه - فإن حالة الصمت خيمت علي جميع أهالى القرية، سواء كانوا من العائلتين المتخاصمتين أو من باقي أهالى القرية، ولم يخرج أحد للاحتفال بالعيد، سوي عدد قليل من أطفال العائلات الأخري داخل القرية، وخرجوا أمام أبواب منازلهم فقط.

العائلتان خارج القرية

ونوه أن العائلتين المتخاصمتين، أصبحتا خارج القرية، ولم تتواجدا خلال أيام عيد الأضحي المبارك، ولم يتواجد في منازلهم سوي عدد قليل من السيدات والأطفال الصغيرة.

وكانت الخلافات قد بدأت بين العائلتين في 2004، والتي أسفرت عن مقتل شخص بسبب "كارت شحن"، وفي 2006 انتهت الخلافات بتقديم القودة لأهل المجني عليه، وفي مايو 2015 تجددت الخلافات بينهما بسبب أولوية ركوب راكب سيارة أجرة، مما أسفر حتى الآن عن وقوع 14 ضحية من الجانبين فضلًا عن إصابة قرابة 15 آخرين، سواء من العائلتين أو من خارجهما، الذين تصادف مرورهم وقت وقوع الاشتباكات.

مدير الأمن: استمرار التواجد بقرى الخصومات

من جانبه أكد اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا،أن الأجهزة الأمنية تفرض سيطرتها في العديد من قري الخصومات الثأرية، خاصةً قريتي كوم هتيم والحسينات وذلك لضبط أي خارجين عن القانون.

وتابع مدير الأمن في سياق تصريحاته، بأن الأجهزة الأمنية تعزز من تواجدها، وفرضت الاستقرار منذ فترة داخل تلك القري، وتستهدف إنهاء الخصومات وعقد جلسات الصلح بين تلك العائلات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية