"عم أشرف" أحد الخبايا التي أظهرتها فرحة العيد.. فتهافت الأطفال على مراجيحه القابعة في أحد شوارع المحروسة فرحين مهللين، وهيئته المعتادة ونظراته التي تعتني بالأطفال ويده التي تجمع قوت يومه، كل ذلك لم يفصح عن حقيقته ومعاناته التي تدمي القلب."من موظف في شركة.. إلى مراجيح بالشارع" هكذا تتلخص حياة أشرف الذي كان يعمل موظفًا في إحدى الشركات، يذهب لعمله فى الصباح، ويعود بعد انتهاء ساعات العمل إلى منزله؛ ليجلس مع أسرته ويتناول الغذاء ويحكى لزوجته عما لاقاه من مشقة أوسعادة طوال يوم عمله، كانت حياته مستقرة إلى حد كبير، وإن لم يكن يكفيه راتبه، ولكن زوجته الصبورة كانت تدبر شئون منزلها بطريقتها الخاصة.تعرض عم أشرف لحادث سيارة تسبب فى إعاقته، لكنه لم يجد يد حانية تقدر ظروفه وسنوات عطائه، تنصلت الشركة من مسئوليته فل تتكفل بعلاجه أو إعطائه مكافأة نهاية الخدمة، وفشل كذلك فى الحصول على تعويض منها، فكما كانت تلك الشركة مصدر رزقه أصبحت سبب شقائه طوال العمر، وإندثرت سنوات عمل "عم أشرف" بلا فائدة.مع صعوبة العيش بلا عمل والشعور بالعجز أمام صبر الزوجة ومطالب الحياة المتزايدة، اتجه عم أشرف إلى تأجير المراجيح للأطفال لتوفير دخل بسيط يعينه وأسرته على العيش، يعوض آلامه بنظرات الأطفال المتهافتة على ركوب المراجيح، وأسرهم التي حضرت للشارع الذي يوفر عليها مئات الجنيهات نظير الذهاب لمدينة الملاهي.يقول عم أشرف لـ"أهل مصر"، أن كثير من الأسر تأتي إليه لتسعد أطفالها باللعب، بعضهم لا يستطيع دفع 5جنيه للطفل الواحد، فالأسرة التي لديها 3أبناء تدفع 15جنيهًا، مضيفًا "الطفل بيِصعَب عليا بركِّبه من غير فلوس"، مستكملاً "فين العيد السنة دي؟، مفيش عيد، والظاهر مفيش أعياد جايه خلاص، الناس مش لاقية تاكل هتفكر فى المراجيح!".
كتب : نجوان البيشاوى