ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، أن الجيش السوري تمكن من فك حصار دام ثلاثة سنوات على يد مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي في المناطق المحيطة بمدينة "دير الزور" بشرق البلاد وهو ما منح الرئيس بشار الأسد دفعة جديدة نحو البقاء في المنصب والانتصار على المعارضة.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد أسابيع من القتال المرير على طول الطرق الصحراوية المؤدية إلى شرق سوريا توغل الجنود السوريون داخل حامية محاصرة تُعرف باسم قاعدة اللواء 137 في صباح يوم أمس ثم انتقلوا إلى مجموعة من الأحياء المجاورة حيث استقبلهم السكان بموجة ترحاب وهتافات حماسية كبيرة.
وأضافت الصحيفة: "أن الانتصار مهد أيضا الطريق أمام سباق عالمي للسيطرة على بقية محافظة دير الزور التي كانت الولايات المتحدة تستعد من أجل تحريرها من قبضة مسلحي داعش".
وتابعت الصحيفة تقول: "أن تحرير الحامية جاء في بيان أصدره الجيش السوري وأكد مجددا تركيز حكومة الأسد على تحرير المناطق التي تسيطر عليها داعش في شرق سوريا، كما أنه يعزز الحجة التي دائما ما يدليها الأسد بأن قواته وحدها وليست القوات المدعومة من جانب الولايات المتحدة هي القادرة على تحرير المناطق المتبقية في سوريا والخاضعة تحت سيطرة داعش".
وتساءلت "واشنطن بوست" عن الوجهة القادمة التي سوف تتحرك نحوها القوات الحكومية السورية وما إذا كانت تخطط لتحرير بقية دير الزور أم أنها ستوجه دائرة الاهتمام سريعا نحو الجنوب والشرق أو إلى مناطق الإقليم الأخرى التي تُجهز الولايات المتحدة القوات من أجل تحريرها.
من جانبه، قال كمال علام، المحلل بمعهد الخدمات المتحدة الملكي بلندن، إنه من المرجح أن تختار القوات السورية استباق أي تقدم آخر قد تحققه القوات المدعومة من جانب الولايات المتحدة وتتوجه شرقا بإتجاه الحدود العراقية إلى جانب التركيز على تأمين الطرق الأساسية داخل وخارج البلاد للتأكيد على سيادة سوريا على حدودها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الجيش السوري تلقى مساعدة كبيرة في قتاله الأخير، وكذلك الحال في المعارك السابقة، من الميليشيات المدعومة من إيران وأيضا من المستشارين الروس ومن الضربات الجوية الروسية، فيما صرح وزير الدفاع الروسي بأن واحدة من السفن الحربية الروسية في شرق البحر المتوسط أطلقت صواريخ كروز في المنطقة دعما للجيش السوري.