"لا تصالح.. كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة.. والذي اغتالني: ليس ربا ليقتلنى بمشيئته.. ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته لا تصالح.. ولو قيل ما قيل من كلمات السلام.. كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس.. كيف تنظر فى عينى إمرأة أنت لا تستطيع حمايتها".
الكلمات السابقة كانت جزء من قصيدة الشاعر أمل دنقل، تعبر بدقة عن الواقع المرير الذى يعيشه مسلمو بورما الآن.- بداية المأساة: منذ عام 1948 ومسلمى بورما يتعرضون لأشد أنواع التعذيب، ففى هذا العام نالت بورما استقلالها عن الاحتلال البريطانى، ومنذ ذلك الحين تفجرت أزمة مسلمي الروهينجا، الذين يمثلون نسبة قليلة في الدولة ذات الأغلبية البوذية، فرفضت الحكومة الاعتراف بهم كجماعة عرقية رسمية، وفي بداية الستينيات تم تشكيل حركة عسكرية من أقلية الروهينجا، طالبت بالحكم الذاتي والاعتراف بها، إلا أن الحكومة العسكرية التي تشكلت بعد انقلاب عام 1962 في بورما قضت على تلك الحركة.على الرغم من ذلك لازال مخطط إخراج المسلمين من بورما يمارس إما بالتعذيب أو القتل، إلا أنها نجحت هذه الممارسات في تهجير 3ـ 4 مليون مسلم حتى الآن.
- زرع الألغام:قالت السلطات البنجلاديشية اليوم الأربعاء، إن حكومة ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية على مسافة قريبة من حدودها، موضحة أن هدف ميانمار من وراء زرع الألغام، هو الحيلولة دون عودة مسلمي الروهينجا، الذين فروا من عنف البوذين إلى بنجلادش.
- الفرار من الموت:الآلف من مسلمى الهروجينا يفرون إلى بنجلاديش عبر البحر، وذلك خوفا من بطش البوذين، حيث أعلن اليوم حرس الحدود في بنجلاديش، أن العشرات من الأطفال المسلمة الفارين من ميانمار، لقوا مصرعهم إثر غرق العديد من القوارب التي كانت تنقلهم إلى بنجلاديش، حيث أن مينمار تفع بين الصين والهند.
- المأوى والملاذ:قال مسئول بوزارة إدارة الكوارث في بنجلاديش، إن بلاده ستقوم بإنشاء معسكر جديد لإيواء مسلمي "الروهينجا" الفارين من ميانمار إلى بنجلاديش، في إحدى المناطق الواقعة جنوب مقاطعة "كوكس بازار" وبالقرب من أحد المعسكرات الذي يوجد به أكثر من 50 ألفا من "الروهينجا".
- مناشدات دولية:ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، السلطات في ميانمار، إنهاء العنف ضد الروهينجا المسلمين في ولاية راخين، محذرا من مخاطر حدوث تطهير عرقي أو اضطرابات إقليمية. كما دعا مجلس الأمن إلى الضغط من أجل ضبط النفس والهدوء، وبعث برسالة نادرة للمجلس المؤلف من 15 عضوا أعرب فيها عن قلقه من احتمال تحول العنف إلى "كارثة إنسانية لها تداعيات على السلام والأمن وتمتد خارج حدود ميانمار".