كانت أحدث تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية هي الأقوى على الإطلاق، حيث يمكنها أن تنتج عاصفة متفجرة تقارب عشرة أضعاف قوة الرؤوس الحربية الأكثر تطورًا في البلاد، بحسب "نيوز ويك" الأمريكية.
طالب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بتخفيض العقوبات الدولية والتهديدات الخطيرة الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب، يوم الأحد، عقب التجربة النووية السادسة في بلاده بعد انقطاع استمر حوالي عام للتركيز على التقدم في قدرات الصواريخ الباليستية في البلاد.
وأعلنت كوريا الشمالية بعد ذلك بوقت قصير، أنها طورت واختبرت أول قنبلة هيدروجينية لها، وهي سلاح أكثر تدميرًا من الرؤوس الحربية التي سبق أن لاحظها الخبراء في ترسانة كيم. في حين أن مصادر متعددة ذكرت نتائج مختلفة، إذ يعتقد البعض أنها قد تكون أقوى من جميع الاختبارات السابقة مجتمعة، حسب "نيوز ويك".
وذكرت وكالة "ديبلومات" أن المخابرات الأمريكية لاحظت تفجيرا "نوويا متقدما" يعادل 140 طنا من مادة "تي أن تي". ومن ناحية أخرى، ذكرت الأنباء أن مرصد الزلازل النرويجي توقع أن الانفجار بلغ حوالي 120 طنا، وذكرت اليابان أنه 70 طنا، وقالت كوريا الجنوبية إنه 50 طنا.
وأجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية لها فى عام 2006، ومن المحتمل أنها كانت أقل من طن واحد، ولكنها أثارت احتجاجا من الأمم المتحدة. وأجرت اختبارا ثانيا في عام 2000، قدّر بنحو 9 أطنان، وفقا لـ"رويترز".
ومنذ أن أصبح كيم جونغ أون زعيم الجيل الثالث لكوريا الشمالية بعد وفاة والده في عام 2011، طوّر بسرعة مخزونات الأسلحة النووية والباليستية في بلاده. ونفذ اختبارين تاليين في شباط 2013، ويناير 2016، وصلا إلى حوالي 12 طنا تقريبا.
وبحلول التجربة الخامسة، في سبتمبر2016، ارتفعت القدرة التفجيرية إلى حوالي 20 طنا، وكانت كوريا الشمالية تنتج رؤوسا حربية نووية تعادل القوة التدميرية لقنبلة "ليتل بوي" التي استخدمتها الولايات المتحدة في مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس 1945.
وتقول "نيوز ويك" إن ما يقرب من 15 طنا من الرؤوس الحربية النووية، جنبا إلى جنب مع أول الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في البلاد، ستكون كافية لتغطية العديد من المدن الأميركية الكبرى، فضلا عن غيرها من المراكز السكانية في جميع أنحاء العالم. وستكون القنبلة الأخيرة في كوريا الشمالية أكثر فتكا.
وبعد أول اختبارين لكوريا الشمالية، في يوليو، استعانت "نيوزويك" بمؤرخ "نوكس ويلرشتاين" النووي في الشهر الماضي، لحساب الخسائر الناجمة عن ضربة نووية كورية شمالية محتملة على المدن الرئيسية في الولايات المتحدة. ووجدت أن رأسا حربيا نوويا يبلغ قوامه 15 طنا سيقتل ما يقدر بـ174.640 شخصا ويصيب 291.630 شخصًا آخرين، وذلك إذا ما أصاب مكتب "نيوز ويك" فى مانهاتن.
وقالت المجلة الأمريكية الآن، ترتفع هذه الأرقام إلى 477.470 حالة وفاة وما يقرب من مليون ونصف الإصابات، إذا كان الرأس الحربي الأخير ينتج عائدا 150 طنا، كما يقدر ويلرستين.
وقال وزير الدفاع الياباني إن التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، كانت أقوى بنحو 10 أضعاف من قوة القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما عام 1945، والتي بلغت 15 طنا.
وأوضح الوزير أتسونوري أونوديرا في بيان، أمس، أنه طبقا لتقديرات وزارته، فقد بلغ حجم الانفجار الناجم عن التجربة النووية الأخيرة لبيونغ يانغ نحو 160 طنا، "قدرت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قوة الاهتزازات الناجمة عن اختبار بيونغ يانغ عند 6.1، واستنادا إلى هذه البيانات الجديدة فإن حجم الانفجار يبلغ 160 طنا، وهي نسبة أعلى بكثير من التقديرات السابقة".
وكانت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قد قدرت، بشكل أولي، قوة الزلزال الناجم عن الانفجار بـ5،8، وبقوة 70 طنا، إلا أنها عدلت عن تقديراتها السابقة، وخلصت إلى أن قوة الهزات سجلت عند 6 وبلغت 120 طنا، غير أن وزير الدفاع الياباني قد أشار إلى أن وزارته رفعت تقديراتها إلى نحو 160 طنا.