واصل زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مفاجأة العالم كل يوم بقنبلة أو تجربة لصاروخ جديد على الرغم من العقوبات الدولية والاقتصادية ، فكيف يصرف الزعيم الكوري على التسليح النووي واختبارات الصواريخ في البلد الذي فر منه أكثر من 30 ألف مواطن إلى الاستقرار في كوريا الجنوبية بسبب الفقر والجوع منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953).
في تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية وجد أن مصدر كل هذه الأموال هو قرصنة البنوك وبيع الحيوانات المهددة بالانقراض وحبوب الفياجرا وعقار الميثامفيتامين المنشط وقائمة عريضة من الأنشطة المحظورة، إلى جانب صفقات بيع الأسلحة وأوراق البنكنوت المزيفة حسب موقع "سي إن إن" الأمريكي.
وتضم هذه القائمة الطويلة عدداً من التعاملات غير القانونية تعود على رئيس البلاد المحاصرة بعائدات قد تصل المليار دولار في العام الواحد فيما دولته قابعة بين 34 دولة في العالم تعتاش على تبرعات الأمم المتحدة لإطعام سكانها.
وتواصل كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية كان آخرها تفجير قنبلة هيدروجينية قبل عدة أيام أعلن عنها التلفزيون الرسمي للدولة الآسيوية الصغيرة بعد ساعات من رصد هيئة المسح الجيولوجي الأميركية زلزالاً قوته 6.3 درجة.
ووفق صحيفة Express فإن عمليات الكسب غير المشروع هذه تديرها شعبة سرية تسمى "مكتب اللجنة المركزية 39" تابعة لحزب العمال الكوري الشمالي، تعرف حركياً باسم "الغرفة 39".
الفقر والعقوبات
ورغم الكميات المهولة من الأموال التي تكسبها البلاد بطرق غير مشروعة إلا أن الدولة ما زالت فعلياً تعد واحدة من أفقر دول العالم، لأن هذه المبالغ الضخمة تستخدم لتطوير البرنامج النووي المستمر دون هوادة، فضلاً عن إشباع هوس الدكتاتور بالكحوليات والجبن السويسري والسيارات الفارهة واليخوت.
وفي وقت سابق من هذا الشهر أقدمت الأمم المتحدة على فرض عقوبات على كوريا الشمالية بهدف إضعاف اقتصادها أكثر، فحظرت على الشمال تصدير الفحم والحديد والرصاص ومنتجات الصيد البحري، فهذه الصادرات وحدها تمثل ثلث قيمة صادرات البلاد التي بلغت العام الفائت 2.9 مليار دولار.
لكن تقريراً للأمم المتحدة توقعت وكالة الأنباء الفرنسية أن ينشر قريباً يفيد بأنه كلما ازدادت العقوبات تمكنت بيونغ يانغ من التهرب منها بشكل أفضل. ذلك أن النظام الشيوعي يبقى قادراً على الإفلات من العقوبات عبر استخدام دول أخرى وشركات وهمية وتقديم معلومات خاطئة عن نوع الشحنات المنقولة.
كذلك تقدمت الولايات المتحدة ببضعة مقترحات أخرى لمعاقبة البلاد أوائل هذا الصيف، فاقترحت حظراً جوياً وبحرياً ونفطياً على برامج الشمال العسكرية التسلحية.
شراكة روسيا والصين التجارية
ورغم أن روسيا والصين تدينان التجارب النووية الأخيرة لكوريا الشمالية، إلا أن السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا قال لمجلس الأمن الأممي إن "معالجة المسائل العاصفة بشبه الجزيرة الكورية عن طريق ضغط العقوبات وحده أمرٌ مستحيل" لأن "ذاك الطريق لا يقدم أي خيارات أمام الشمال الكوري للدخول في مفاوضات بناءة."
وقد اقترحت كل من روسيا والصين التي ما تزال شريكة تجارية لكوريا الشمالية مقاربة للقضية مؤلفة من شقين.
الشق الأول هو أن توقف كوريا الشمالية برامج التطوير النووي والصاروخي التي لديها، والشق الثاني هو أن توقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بدورهما مناوراتهما العسكرية المشتركة التي تقولان أنها "دفاعية" فيما ترى فيها بيونج يانج مقدمة تدريبية لاحتلال وشيك.
بذخ كيم جونج
وفي وقت سابق من هذا العام اكتشف أن كيم جونغ أون قد أقلع عن شرب النبيذ الفرنسي وتحول إلى شرب الفودكا الروسية بدلاً عنها، حسب تقارير سابقة لصحيفة دايلي ميل.
وكان الدكتاتور الكوري قد استورد عام 2016 ما قيمته مليون دولار من الكحوليات، ما يشي بنقطة ضعف لديه تجاهها، وفق أرقام كُشفت حصرياً لدايلي ميل.
وتتزايد يوماً بعد يوم كميات الكحول المستوردة من البلدان الأخرى إلى كوريا الشمالية، ولكن يبدو أن استهلاك كيم جونغ-أون قد تضاعف كثيراً إذ استورد عام 2016 مقداراً من خمر الرم المسكر يزيد 10 أضعاف عما استورده عام 2015.
وكشفت الإحصاءات الرسمية أنه أنفق قرابة 180 ألف دولار على الفودكا العام الماضي، أي أنه زاد إنفاقه عليها بـ 41.5 ألف دولار عن عام 2015.
نصف ما ينفقه الرئيس على الكحول يذهب لشراء النبيذ، لكن الزيادة في وارداته الكحولية تحمل إشارة إلى تغيير في عاداته.
فالعام الماضي ترددت أقاويل عن أن القائد تناول 10 زجاجات من نبيذ بوردو على مائدة واحدة، لكن الأرقام تظهر أنه لم يستورد أي نبيذ فرنسي واحدة خلال 4 سنوات.
كذلك تظهر الإحصاءات أن كيم جونغ-أون أنفق العام الماضي 3.5 مليون دولار على الثياب الداخلية المغرية لخليلاته اللواتي يتم اختيارهن وانتقاؤهن عذراوات للترفيه عنه وعن دائرته المقربة.
ففي شحنة ضخمة وردته من الصين استورد الرئيس حملات ومشدات زادت على ضعف ما أنفقه العام الذي قبله. حيث قيل أن شحنة الثياب الداخلية المغرية هذه هي لفريق فتيات الإمتاع والمؤانسة الخاص به، اللواتي يتم انتقاؤهن واحدة واحدة من المدارس –وقد يصل عمر أصغرهن إلى 13 عاماً فقط- حيث يخضعن لسلسة اختبارات طبية للتحقق من عذريتهن قبل زجهن في حياة العبودية الجنسية.
وقد استقت الديلي ميل أرقامها من موقع مؤسسة Trade Map ومن تقرير مفصل عن تبذير كيم جونغ-أون للملايين على الشامبانيا والخيل ومساحيق التجميل فيما يجاهد أفراد شعبه لتحصيل لقمة العيش.
وطبقاً للأمم المتحدة فإن 2 مليون شخص يعانون للبقاء على قيد الحياة على الفتات الذي تقدمه الدولة، والذي يمنحهم حصة يومية مقدارها 650 غراماً من الذرة والأرز واللحم.
لكن الزعيم المستبد ينفق ثروات فاحشة على الشمبانيا والنبيذ الفاخر والشوكولا والجبنة السويسرية.
والعام الماضي ضيّع كيم مبلغ 42.6 مليون دولار لنحت هياكل وتماثيل لشخصه ولأبيه كيم جونج إيل وجده كيم إيل سونج، حسب موقع International Trade Centre Map.
كما صادق على واردات من شركات ألمانية بقيمة 7.1 مليون دولار عام 2015 منها 304 آلاف دولار للمشروبات الروحية و146 ألف دولار على النبيذ والشمبانيا و73 ألف دولار على البيرة الألمانية.
كذلك كانت هناك طلبيات بقيمة 159 ألف دولار من العطور ومزيلات العرق ومساحيق التجميل ومنتجات العناية بالشعر، كلها من ألمانيا.
كما أوصى بساعات سويسرية بقيمة 74 ألف دولار، وأجبان مستوردة بقيمة 86 ألفاً، وصنارات صيد سمك من الصين بقيمة 325 ألف دولار، وخيول من روسيا بقيمة 171 ألف دولار.
ولم تقف قائمة الواردات الغريبة هنا، بل جاء فيها أيضاً 2 مليون دولار من الشمسيات الصينية و10.4 مليون دولار من الفلفل، و3.02 مليون دولار من معدات الرياضة.
وكان كيم قد أولع بجبن الأمينتال والنبيذ الفاخر أثناء دراسته في سويسرا، حسبما يشاع، وقيل عام 2014 أنه يعاني من مرض النقرس، الذي هو نوع من التهاب المفاصل ناتج عن الإفراط في الطعام والشره ونمط الحياة المتخمة.