موجة العنف والاضطهاد التي تتعرض لها أقلية الروهينجيا المسلمة في ولاية راكين في ميانمار تأتي في سياق تاريخ طويل من الاضطهاد الذي تعرضت له هذه الأقلية على مر السنين فقط تعرضوا مسلمو الروهينجيا في ميانمار على مدى العقود الماضية لانتهاكات التطهير العرقي والاغتصاب والتهجير الجماعي.الأزمة في بورما ليست دينية بل عرقية ، حيث بدأت هذه الممارسات ضد الروهينجيا الذين يستوطنون بكثافة شمالي إقليم راكين أراكان سابقا في عهد الاستعمار البريطاني الذي اتهم بتحريض البوذيين ومدهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحة عام 1942 قتلوا خلال حوالي 100 ألف مسلم.النفط "كلمة السر""راكين" تسبح على الغاز الطبيعي و البترول و تم اكتشاف ذلك في 2004 ، تلك الاكتشافات الهائلة جذبت انتباه الصين، وذهبت للاستثمار و مدت أنابيب للغاز و الوقود بالفعل من "راكين" للصين، عن طريق ميناء "كوياكوبيو" في ميانمار،إلي مدينة “كونمينج" الصينية.ولأن الصين وغيرها و خاصة إسرائيل ممن لديهم مطامع في البترول لا يستطيعون حالياً احتلال بورما للحصول علي الذهب الأسود تحول الأمر إلي "تصفية عرقية" لأن معظم الروهينجا وافدين علي بورما،ونجح ذلك وتحول الموضوع في شق كبير لحرب عرقية، وفقاً لموقع crisisgroup.الدليل علي أنها حرب عرقية"بنجلاديش" عرضت في وقت سابق علي جيش بورما رسمياً المساعدة في التصدي لمتشددي الروهينجا،والحقيقة أن اللذين هربوا لبنجلاديش ليس جميعهم كلهم مسلمين، بل من سكان راكين، وبهم بوذيين ومسيحيين، هربوا من جحيم الحرب الأهلية التي تريد تقسيم البلاد من أجل الغاز و من أجل ضرب الصين تحت الحزام.الأهم إن "بنجلاديش" رفضت دخول الكثير منهم ، باعتبارهم "مسلحين متخفين"، يحاولون زرع أنفسهم في بنجلاديش وسط اللاجئين فأعادتهم لـ"راكين".بداية الجيش البورمي
تاريخيًا كان الملك أنواراتا هو أول من أسس مملكة موحدة لميانمار في باغان ، وفي عام 1531 وحدت أسرة تونجو البلاد تحت اسم بورما.
في عام 1784 احتل ملك ميانمار البوذي «بوداباي» اقليم أراكان حيث تحالف مع بوذيي الاقليم «الماغ»(أصولهم من الهند)، وفي عام 1824 احتلت بريطانيا ميانمار، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية ، وبذلك فقد خضعت ميانمار للحكم البريطاني الذي استمر حتى عام 1948.
عقب الاحتلال البريطاني لشبه الجزيرة الهندية، أدركت لندن أهمية الهند، سواء من حيث المساحة أو الموقع الجغرافي والثروات والتنوع السكاني، وأنه لا يجب أبدا أن تصبح الهند يومًا ما دولة موحدة سواء تحت التاج البريطاني أو بعيدا عنه، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف عمدت بريطانيا إلى سياسة فرق تسد المعتادة ، وللأسف تجاوبت الطوائف المسلمة أكثر من باقي الطوائف الهندية للأجندة البريطانية، وقد قبل المئات من الهنود المسلمين على سبيل المثال المحاربة في صفوف الثورة العربية الكبرى التي أطلقها العميل البريطاني لورانس العرب في قلب شبه الجزيرة العربية ضد الدولة العلية العثمانية عام 1916 في زمن الحرب العالمية الأولى، فكانت البواخر البريطانية تنقل المجاهدين الهنود من الهند للحجاز.
كانت ميانمار حتى ثلاثينات القرن العشرين جزءاً من الهند، وتم التعاون بين الزعامات الإسلامية وتلك الولايات الهندية سريعا من أجل إشعال فتنة داخلية أدت إلى اقتتال ما بين البوذيين والمسلمين، ما يعطي لبريطانيا الذريعة في إعلان توصيات لتهدئة هذه الولايات بإعلان انفصالها عن باقي الولايات الهندية تحت مسمى بورما في إبريل 1937من أهم هذه الولايات كانت ولاية أراكان، التي أصبحت لاحقا تسمى ولاية راكين، والخلاف ما بين سكان باقي ولايات بورما وسكان هذه الولاية كان قديماً، إذ يعتبر أغلب سكان ولايات بورما انفسهم امتدادا للعرق الصيني ، بينما ولاية أراكان يغلب عليهم الانتماء للهند كما أن منهم من ينحدروا من أصول عربية وفارسية ومغولية ممن هاجروا لهذه المنطقة أيام التجار المسلمين عام 1940 ، أسس ثلاثة من أبناء بورما اسمهم "بوليتيا – بوتيزا – و بو سيتكيا” نواة لمقاومة شعبية ضد الإحتلال البريطاني، أسموها "ميليشيا الرفاق الثلاثون"،ولاحقاً تمت تسميتها بـ "جيش الإستقلال البورمي"، وكان هذا الجيش مدعوما من اليابان ،و هي دي النواة اللي نشأ منها الجيش البورمي كما نعرفه الآن .
الدعم الياباني للجيش البورمي جعل بورما هي مسرح المواجهة الدامية بين بريطانيا و اليابان في الحرب العالمية الثانية ، فقد وقف شعب بورما مع اليابان ضد بريطانيا نظرا لمعاناة بورما من الاحتلال البريطاني، ولكن مسلمي ولاية راخين أو ما يطلق عليهم الروهينجا Rohingya المسلمين وقفوا مع الاحتلال البريطاني، وأمام انسحاب بريطانيا التكتيكي من بورما أمام الجيش الياباني، قامت بريطانيا بتسليح الروهينجا المسلمين.
الصراع كان سياسيا عرقيا بامتياز في بادئ الأمر ، خاصة أن نسبة من سكان ولاية راخين كانوا بوذيين، ولكن الأغلبية المسلمة كما جرت العادة – بأوامر بريطانية – حولت الأمر الى صراع ديني وان المطلوب هو استقلال الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة عن بورما ذات الأغلبية البوذية ، ومنذ عام 1947 حتى اليوم، وعلى مدار 70 عاما، هنالك تمرد عسكري إسلامي يقوده الروهينجا المسلمين في ولاية أركان من أجل فصلها وإعلانها دولة مستقلة أو ضمها إلى بنجلاديش، تمرد عسكري يموله ويدعمه ويدرب كوادره استخبارات غربية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، بالإضافة الى الدعم السعودي والباكستاني وفيما بين عامي 1048 ، 1961 إندلعت انتفاضة الروهينجا المطالبة بالانفصال عن بورما والتي باءت بالفشل ، وفي عام 1962 سيطر على حكومة بورما مجلس عسكري يُسمى مجلس الدولة للسلام والتنمية، وتولى رئيس المجلس مسؤوليات رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وكان يعرف حتى عام 1997م باسم مجلس الدولة لاستعادة القانون والنظام ، وعادة تسمى طبقة العسكريين الحاكمة هناك سلورك ، وهي على درجة عالية من حيث استخدام العنف.
أحداث بورما فجرت الصراع
أعلن مكتب رئيسة دولة بورما، أونغ سان سو تشي في أغسطس الماضي مقتل 30 شخصا بمعارك مكثفة بين متمردين من أقليات إثنية بالقرب من الحدود مع الصين،وحدث هجوم على 30 مركز للشرطة وقواعد الجيش في تلك المنطقة، وذلك من جهة المتمردين هناك، أسفر ذلك عن فرار جماعي للمسلمين والبوذيين من ولاية راكين.
حيث شن متمردون هجوما علي جيش بورما ثم هاجمت مجموعة أخرى لاحقا مواقع في البلدة الرئيسة في منطقة كوكانج في ولاية شان".
وبحسب المعلومات فإن مدنيين أبرياء منهم معلمة مدرسة قتلوا بسبب هجمات المجموعات المسلحة لجيش الاتحاد الديموقراطي"، مشيرا إلى أن بعض المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم كانوا يرتدون زي الشرطة.
وأكد البيان مقتل 5 من رجال الشرطة، و20 مقاتلا بالإضافة لـ 5 مدنيين في الاشتباكات التي اندلعت في ولاية شان الواقعة شمال شرق البلاد على مقربة من الحدود مع الصين.
وتعد هذه الاشتباكات في منطقة كوكانج التابعة لولاية شان، الناطقة بالصينية الأسوأ منذ أن خلف النزاع عام 2015، عشرات القتلى، وأدى إلى فرار عشرات الآلاف عبر الحدود إلى الصين.
وأصدرت هيئة الأمم المتحدة إحصائية بعدد الهاربين من ولاية راخين إلى بنجلادش حيث بلغ عددهم 146 ألفا من الروهينجا المسلمين، وذلك خلال 10 أيام فقط، أما بالنسبة لعدد الأطفال الهاربين مع أسرهم حيث بلغ عددهم نحو 16 ألف طفل في سن المدرسة وأكثر من 5 آلاف طفل تحت سن الخامسة وبالتالي يحتاجون إلى رعاية صحية و تطعيمات ضد الأمراض.