قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن العالم أجمع تابع على مدار الأيام الماضية، ما تنقلة وسائل الإعلام المختلفة من صور لأعمال القتل والتهجير والحرق والمجازر الوحشية، التى راح ضحيتها المئات من المواطنين فى ميانمار، فضلا عما اقترفته السلطات فى بورما من إجبار البعض على الفرار من أوطانهم، ومنهم من مات من ألم المشي وقسوة الجوع، ومنهم من ابتلعتهم الأمواج.
وأضاف الطيب، في بيان اليوم الجمعة، "هذا المشهد الهمجي يؤكد موت الضمير العالمي وموت أصحابه، وأن صمت المنظمات الحقوقية العالمية يبرهن على أن كل المواثيق الدولية التى تعهدت بحماية حقوق الانسان أصبحت حبرًا على الورق"، مشددا على أنه لم يعد الاكتفاء بمجرد الإدانات يجدى نفعا أمام تلك المجازر .
وأوضح شيخ الأزهر فى كلمته عن تلك المأساة، أن المناشدات الخجولة التى تطلقها المنظمات أصبحت ضربا من العبث وضياع الوقت، متابعًأ: "نحن على يقين أن تلك المنظمات كانت ستاخذ مواقف قوية إذا كان المواطنون يهودًا أو مسيحيين أو بوذيين. وأضاف الطيب ، أن الأزهر خلال الشهور الماضية ساعد فى تقريب وجهات النظر عندما استضاف عدد من الكيانات الشابة من مختلف التيارات من ميانمار، كخطوة أولى على وضع القضية إقليم ميانمار على طريق السلام، إلا أن بعض التيارات ضربت بذلك عرض الحائط، وقامت بعمليات بعمليات ابادة جماعية فى وحشية يندى لها الجبين ضد الإنسانية.
وتابع: "هذا الموقف الذى ترفضه جميع الأديان، سوف يسطر تاريخاً من العار لن يمحوه الزمن لميانمار، وانطلاقاً من المسئولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية لا يمكنه أن يكون مكتوفى الأيدى أمام هذه الانتهاكات الإنسانية بحق مسلمى الروهينجا" .
وأعلن أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية على المستوى العربى والإسلامى والدولى، لوقف المجازر التى يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم فى ميانمار، مطالبًا كافة الهيئات والمجتمعات الدولية ومجلس الأمن والجامعة العربية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكبى تلك المجازر وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية، جراء ما ارتكبوه ويجب على الجميع أن يضع فى الاعتبار مثل تلك الجرائم، حتى لا ترتكب مرة أخرى.
وأعرب الطيب أسفه الشديد فى ختام كلمته للموقف المتناقض، أن يحمل شخص لجائزة نوبل للسلام فى يده وباليد الأخرى يبارك المجازر الوحشية والإبادة الجماعية للمواطنين الأبرياء، ما يجعل من الجائزة مجرد اسم (في إشارة منه إلى رئيسة وزراء ميانمار الحاصلة على نوبل للسلام).