على الرغم من العادات والتقاليد الصعيدية القديمة، وتوارث الرجال لمهن ووظائف معينة، إلا أن تلك العادات والتقاليد القديمة، خرجت منها سيدة أربعينية بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، وتعتبر أقدم أمينة شرطة في محافظات الصعيد، وذلك بعد أن عملت وتدرجت للعديد من الدرجات في عملها لمدة تقارب الـ19 عامًا. عزات السوقي عباس أحمد، البالغة من العمر 40 عامًا، والتي تقيم بقرية هو بمركز نجع حمادي، تعمل أمينة شرطة بقسم شرطة مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، وعملت أيضًا أمينة شرطة وعريف شرطة، في سجن قنا العمومي ومديرية أمن قنا، حتي أصبحت أقدم شرطية في محافظات الصعيد، بسبب الفترة الكبيرة التى قضتها خلال عملها بوزارة الداخلية، بعد أن التحقت بالعمل. على خلاف نساء جيلها، لم تتجه السيدة الأربعينية لتحقيق ذاتها بشغل أي عمل عادي، لكنها اتجهت للعمل الأمني لتصبح أول بل أقدم أمينة شرطة في محافظة قنا، وربما في مختلف المحافظات الصعيدية.الشرطية الصعيدية متزوجة ولديها اثنين من الأبناء - ولد وبنت - وتحاول جاهدةً ألا تقصر في حياتها وعملها معًا، فضلًا عن أنها تزوجت عقب بدء عملها في وزارة الداخلية، لكن زوجها الذي يعمل سائقًا في مصنع الألمونيوم بمركز نجع حمادي، كان موافقًا على عملها في وزارة الداخلية وشجعها ووقف إلى جانبها. تخرجت أمينة الشرطة من الثانوية الفنية التجارية عام 1995، ثم عملت في شهر أكتوبر عام 1998 كحارسة بسجن قنا، وفي سنوات عملها الأولى واجهت رفضًا من الأهل والأقارب لذهابها اليومي لمحافظة قنا من مقر سكنها بقرية الدرب في نجع حمادي، لكنها لم تلتفت للمعوقات وواصلت عملها لينقلب النقد إلى تشجيع ومباركة من أهالي المنطقة بعد فترة قصيرة.تدرجت الشرطية، خلال 11 عامًا قضتها في حراسة سجن قنا، من عريف إلى رقيب ثم رقيب أول، وقررت استكمال دراستها والتحقت بمعهد أمناء الشرطة، وتخرجت منه في رتبة أمين شرطة، لتنتقل إلى أجواء عمل أكثر مخاطرة تتعامل فيه عن قرب مع اللصوص والمجرمين، والمطلوبين أمنيًا، وحتى المحكوم عليهم بالإعدام، بحرص شديد وجدية في العمل ولياقة بدنية عالية.تزوجت أمينة الشرطة من أحد العاملين بمصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وأنجبت هويدا، تدرس في الصف الرابع الابتدائي، وأحمد، في الصف الثاني الابتدائي، وهي تؤكد استمتاعها بعملها الجديد في مركز شرطة نجع حمادي، مدعومة بما اكتسبته من خبرة طوال سنوات عملها في سجن قنا.لم يتوقف الحلم، وتواصل عزات مشوارها حيث تخوض حاليًا عامها الثالث بكلية الحقوق جامعة جنوب الوادي بنظام التعليم المفتوح، أملًا في التحاقها بأكاديمية الشرطة، لتصبح ضابط شرطة.وقالت أمينة الشرطة في حديثها لـ"أهل مصر" إن من أكثر الصعوبات التي واجهتها هي أهلها وعائلتها خاصةً والداها الذين اعترضوا على الموضوع جملة تفصيلًا، واستغرقت وقتًا طويل في إقناعهم بهذا الأمر وأردفت ":ووالدتي وافقتني الرأي لانني كنت اعشق تلك المهنة.. اخوالي واعمامي رفضوا ووالدي رفض وقالوا وقتها إزاي يعني تشتغلي مهنة صعبة وتدخل وتخرج وسط الناس".ونوهت بأنها عملت في البداية بمصلحة السجون ووفقت في العمل وتم تعينها حارس بسجن قنا العمومي علي المسجونات وكان العمل في البداية صعب ولكنها تغلبت علي الصعوبات كلها ووفقت في عملها.وقالت عزات إنها فوجئت في بداية عملها بالزواج والإنجاب والعمل في نفس الوقت إلا أنها تمكنت من التوفيق بين عملها وبيتها، ولديها طفلين هما أحمد 8 سنوات بالصف الثاني الابتدائي وهويدا 9 سنوات في الصف الرابع الابتدائي.وأشارت إلى أنها في العمل أمين شرطة مثلها مثل أي رجل، وحاليًا تعمل بقسم شرطة نجع حمادي وهي أول سيدة تعمل بقسم شرطة في قنا، ولكن في المنزل امرأه وأم حنون لأبنائها وزوجها وتفصل تمامًا بين الشخصيتين، قائلة "أفرغ الشخصية العملية قبيل دخولي إلى منزل الزوجية وأبدأ حياتي كأنثي مع زوجي وأولادي وأدخل المطبخ وكل شئ".وأكدت أنها تقوم بواجباتها المنزلية علي أكمل وجه، وترتدي زي النساء عقب انتهاء عملها من الزي العسكري، قائلة "أكون بمنزلي أنثي كما خلقها الله سبحانه وتعالي" ولم يؤثر يومًا عملي علي في منزلي.وتابعت أمينة الشرطة أنها تتعامل بشكل طبيعي مع أهالي القرية، وتخلع رداء عملها تمامًا معهم حتى لايشعروا بالضيق والملل منها، وتحضر جميع المناسبات من أفراح أو أحزان في القرية مع زوجهاوأكدت أن المرأة حصلت على جميع حقوقها ووصلت إلى جميع الرتب في الشرطة وفي مختلف المهن الأخرى، وتدجرجت إلى أعلى المناصب حتى درجة وزيرة، قائلةً "أنا بوجه كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي إحنا معاك وهنحارب الإرهاب والإرهاب الغادر لن ينجح في تفريق المصريين".
كتب : اسلام نبيل