في المدن السورية التي مزقتها الحرب تنعدم المنازل من أبسط مقومات الحياة من مياه أو حتى أبواب، كما أنها خطرًا بسبب انتشار اﻷلغام، إلا أنه رغم ذلك تظل المكان الوحيد لبعض السوريين الهاربين من ظروف أسوأ في ظل تنظيم داعش.
عشرات الآلاف هربوا من معركة طرد داعش من عاصمته "الرقة"، حيث لجأ البعض إلى بلدة طابة، بعد استيلاء القوات المدعومة من الولايات المتحدة على "طقة" في مايو الماضي بعد هجوم عنيف ترك الكثير من المباني في حالة خراب.
قال "أنور الخلف" في مرارة وهو ينظر إلي منزله المهدوم لجأت ﻷحد المنازل المهدمة للعيش فيها بعد الهروب من الرقة، وقمت بتنظيفها حتى أستطيع العيش فيها مع أولادي، ماذا أفعل ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه.
الرجل البالغ من العمر 45 عامًا هرب من الرقة قبل أربعة أشهر، قبل أن تبدأ قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من امريكا معركتها لاقتحام معقل داعش، وقضى هو وأطفاله خمسة أشهر في معسكرات النزوح، فقد كانوا ينامون في الهواء قبل نقله إلى "طبقة" هذا الأسبوع.
ونشأت عشرات المخيمات للنازحين لاستيعاب الفارين من المعركة ضد داعش، إلا أن جماعات المساعدات الدولية وصفت أوضاعهم بأنها "فظيعة".
واضاف "خلف" عن خشيته من طرده من منزله الجديد، قائلاً" إذا عاد المالك الحقيقي، لا أعرف ما سأفعل، وسوف أجبر أنا وأطفالي على النوم في الشارع".
وقال "هادي الزاهر" رئيس مجلس الحي، أكثر من ألف أسرة أنتقلت للمنطقة التي تعرضت لأضرار بالغة، رغم أن هذا الحي ليس فيه أساسيات الحياة مثل الماء أو الغذاء أو الفرش أو الرعاية الصحية.
وفي مبنى مكون من طابقين، تم تفجير الجدران المحيطة بسلالم الدرج تمامًا، مما أدى إلى تعرض هذه المبني لخطر شديد، مما جعل اﻷمور صعبة بالنسبة لامرأة تبلغ من العمر 75 عامًا.
وقال ابنتها فرج التي فرت من الرقة" أمي كانت تنزل من الطابق الثاني للذهاب للحمام، وسقطت هنا، وتعاني من جروح شديدة في يديها ووجهها".
والتقط رجل آخر من الفارين طرف الحديث قائلا :" نحن متعبون جدا لقد جئنا إلى هنا على أمل وجود الماء، لكن للأسف كل شيء دمر، وأخشى انهيار السقف في أي لحظة على والدتي وأطفالي".
وأضاف "صاحب هذا البيت يريد 25 ألف ليرة سورية 50 دولاراً مقابل هذه الأنقاض، الناس ينامون في الشوارع ويقاتلون من أجل العيش".