شهادات ناجين من مذابح بورما.. كل شئ أحترق و تقطع بالسواطير حتي البشر

كتب : سها صلاح

منع الجنود البورميون الدخول إلى المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير و وقود، وعندها بدأت المجازر للروهينجا.

وقال ماستر كمال المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية أونيج سيت بين بولاية راخين شمال غرب بورما إن "الذين كانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش.

حرقوا المنازل

وقال ماستر كمال "كانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا"، موضحاً أنه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون.

تحمل أقلية الروهينجا الجيش البورمي وبوذيين متطرفين في هذا البلد مسؤولية أعمال العنف.

وقال محمد أمين وهو مزارع كان والده وجيهاً في القرية إن عائلته تعيش في أونج سيت بيين منذ ثلاثة أجيال.

"كل شيء كان يحترق"

قال الرجل الذي كان يرتدي ملابس رثة "إنها المرة الأولى التي نهرب فيها، لم أر عنفاً كهذا من قبل".

عندما بدأ إطلاق النار جرى ليختبىء في الأدغال وعبر نهراً ليفلت من الجنود الذين كانوا يطاردون المدنيين، وقال "على الجانب الآخر من النهر رأيت أن كل شيء كان يحترق".

ويؤكد الجيش البورمي أن 400 شخص على الأقل معظمهم من المتمردين قتلوا في أعمال العنف هذه.

لكن الأمم المتحدة تعتقد أن هذا الرقم مخفض وتتحدث عن سقوط أكثر من ألف قتيل. وقد شهدت قرى أخرى في ولاية راخين مجازر أيضاً.

ويؤكد اللاجئون من قرية أون سيت بين أنهم شاهدوا أثناء فرارهم أشخاصاً يقتلون وجثث ضحايا قتلوا بسواطير أو أحرقوا.

ويؤكد بعضهم أن الطريق إلى بلوخالي استغرق ستة أيام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا إلى 12 يوماً ليعبروا ممرات ضيقة وأدغالاً كثيفة تحت أمطار غزيرة، قبل أن يصلوا إلى بنجلادش.

وقالت أنورة بيجوم (35 عاماً) أنها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام لتفلت من رصاص الجنود.

وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بأبنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها إلى التلال المجاورة التي كانت مروحيات تحلق فوقها. وقالت "اعتقدت أنني لن أراهم بعد اليوم".

لكن أبناءها الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و12 عاماً نجحوا في اللحاق بوالدهم على الحدود واجتمعت العائلة من جديد في بنغلادش.

"اعتقدت أنني سأموت"

لكن هناك آخرين لم يحالفهم الحظـ، فقد لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.

ووصل جرحى يعتقد أنهم أصيبوا بالرصاص. كما تم نقل قتلى أو من بترت أطرافهم في انفجار ألغام على الحدود قال اللاجئون إنها زرعت لمنعهم من الوصول إلى بنغلادش.

وروى جمال حسين أن أخوته الخمسة الذين يكبرونه سناً قتلوا برصاص رشاش في أونج سيت بين، ولم ير الطفل والديه ولا أخواته السبع.

وقال "كنا معاً ثم بدأ إطلاق النار فجأة، لم أنظر إلى الوراء لأنني اعتقدت أنني سأموت. عندما اختبأت تذكرت كل شيء وبدأت أبكي"،وعلى كتفه آثار جرح صغير تدل على إصابته بشظية رصاصة.

ويعيش بعض الروهينجا في بورما منذ أجيال. لكن البورميين يعتبرونهم بنغاليين ما جعلهم أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم،وبنجلادش بلد فقير جداً يواجه منذ سنتين تدفق مئات الآلاف من الروهينجا.

وقالت أنورة بيجوم أنها مستعدة "للتسول" من أجل البقاء، وأضافت "إذا لم يكن لدي أي شيء آكله فسأتناول التراب لكنني لن أعود أبداً".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية