سنوات من النضال قضتها أونغ سان سو تشي، رئيسة ميانمار، في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدل والحرية في مواجهة الحكم العسكري، قبل أن تتحول إلى "متهمة بالصمت تجاه مجازر ترتكب ضد مجموعة من الناس فقط بسبب ديانتهم."
صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إنه "ربما لا يوجد في العالم الحديث من كان رمزًا يحتذى به دولياً، ثم انهارت مكانته مثلما هو الحال مع رئيسة ميانمار".
الصحيفة البريطانية قالت عن سان سوتشي، إنها كسرت صمتها فقط لتدافع عن الحكومة التي تمثلها، متناسية ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "عمليات تطهير عرقية" ضد أقلية الروهينجا المسلمة، ما أثار غضب المجتمع الدولي ضدها.
سان سوتشي في حديثها عندما تلقت جائزة نوبل، تحدثت عن معاناة البوذيين من اضطهاد، ولكن قرارها بتجاهل معاناة "الروهينجا"، بعد سنوات من الإصرار على أن حقوق الإنسان هي حرب لجعل "مجتمعنا الإنساني أكثر أمنًا ولطفًا"، يبدو أنه بداية فصل جديد من حياتها غير العادية.
"الجارديان" وصفت سان سو تشي بأنها "شخصية غير عادية، فهي ابنة بطل قومي، ضحت بحياتها الأسرية الطبيعة من أجل الحرية والعدل"، ففي عام 1988 أصبحت بطلة قومية ورمزًا عالمياَ، فكان أسمها يذكر بجانب رواد النضال وحقوق الإنسان مثل غاندي ونيلسون مانديلا.
ولدت سان سو تشي عام 1945، وتعلمت في مدرسة دولية في المدينة حتى سن الـ15، إلى أن عينت والدتها سفيرة في الهند وانتقلت أسرتها إلى نيو دلهي، وذلك قبل أن تنتقل إلى بريطانيا، حيث التقت بزوجها.
وتزامنت فترة مرض والدتها مع الاحتجاجات ضد الديكتاتورية العسكرية في بلادها، لتعود مرة أخرى إلى وطنها وتكون جزءاً من النضال من أجل الحرية.
شاركت سو تشي في تأسيس الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، قبل أن يتم اعتقالها في صيف 1989، لتحصل على جائزة نوبل للسلام بعد ذلك بعامين.
وقالت سان سو تشي، في خطبة لها في أثناء الاحتجاجات، "لا يمكن أن أكون بمنأى عما يحدث في البلاد الآن"، لتصبح بذلك قائدة للحركة الاحتجاجية.
وحصلت سان سو تشي، في عام 1991، على جائزة نوبل للسلام، إذ وصفتها اللجنة المنظمة بأنها "مثال حي لقوة الضعفاء". وظلت تحت الإقامة الجبرية لمدة 6 سنوات.
وفي 2003، اعتقلت على خلفية مناوشات بين أنصارها وعدد من الداعمين للنظام العسكري.
وأطلق سراحها في المرة الأخيرة عام 2010، لتشارك في الانتخابات التي أجريت عام 2012، وفازت فيها بسهولة.