لا يزال سكان مدينة نيويورك الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر يعيشون مخاوف من اعتداء جديد رغم تركيز الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على أوروبا بصورة خاصة.
تزدحم "تايمز سكوير" بقلب نيويورك بحشود ضخمة من كل الجنسيات في الساحة الأشهر في العالم، المحاطة بناطحات سحاب تتوهج باللافتات المضيئة العملاقة.
فالساحة المعروفة بـ"ملتقى العالم" كادت ان تشهد كارثتين في السنوات الأخيرة، الأولى حين عثرت الشرطة في مايو 2010 على سيارة بها متفجرات كانت ستؤدي إلى مجزرة لو انفجرت، وحين قام عسكري سابق مصاب باضطرابات نفسية في 18 مايو بدهس 23 من المارة بسيارته، ما أسفر عن مقتل سائحة أمريكية .
توقف شبكة الانفاق
وتقول رايا غارسي إحدي المواطنين لا أحب التواجد في هذا النوع من الأمكنة، أو في أي مكان وقعت فيه حوادث متكررة، لأن الخوف يعود ويتملكني من هجوم شبيه بـ11 سبتمبر 2001، أعنف اعتداء في تاريخ الولايات المتحدة، قضى فيه حوالى ثلاثة آلاف شخص عند انهيار برجي مركز التجارة العالمي.
وتروي رايا أنها كانت في المدرسة في بروكلين عندما صدمت الطائرتان البرجين، ورأت ناطحتي السحاب تحترقان ثم تنهاران، وعادت مشياً يومها إلى منزلها مثل مئات آلاف ، بعدما توقفت شبكة قطارات الأنفاق.
وتقول "كنت هنا، رأيت ما حصل، ثم شاهدته مرارا وتكرارا، لا أود التفكير فيه مجددا"،لكنها لا تتمالك نفسها عن استعادة ذكرياتها كلما ورد الموضوع على التلفزيون أو "كلما سمعت صوت طائرة فوق رأسي"، أو حتى حين تنتظر شقيقتها في تايمز سكوير، الساحة التي تجسد الحركة في نيويورك، إلى حد تبدو هدفا مثاليا لأي هجوم.
وبعد 16 عامًا على 11 سبتمبر، تبقى نوبات القلق كتلك التي تشعر بها من آثار الجروح التي يحتفظ بها الامريكيون.
الهدف الأول
يتساءل تيم لامبرت، الذي يعمل اليوم كما في 2001 عند طرف مانهاتن الجنوبي، قرب الموقع حيث كان يرتفع مركز التجارة العالمي الذي كان يجسد الهيبة الأمريكية في العالم، "أي هدف أفضل من نيويورك؟" مشيراً إلى أن المدينة "تجتذب الناس من جميع أنحاء العالم، وترمز إلى الحريات التي ننعم بها والثروات التي نملكها".
ويرى أن هذا الخطر المتواصل وانتشار الشرطة المكثف أصبحا يشكلان جزءا من الحياة العادية في نيويورك،ويقول "لست مرتاح لهذا الأمر، لكن هذا هو الوضع العادي الجديد.
وقبل 11 سبتمبر، كانت معظم الهجمات الإرهابية في كولومبيا وبيرو وأيرلندا الشمالية وإسبانيا والهند، وبعد ذلك، كانت في العراق والهند وأفغانستان وباكستان وتايلاند والفلبين.
ولمكافحة التهديد الإرهابي، رفعت الولايات المتحدة بشكل كبير عدد القوات الخاصة التي توظفها، من حوالي 43 ألف في عام 2001 إلى أكثر من 70 ألف اليوم، ويقول الجنرال ريموند توماس الثالث قائد قيادة العمليات الخاصة في الولايات المتحدة في شهادة للجنة الخدمات المسلحة في مايو من هذا العام إنّ الولايات المتحدة لديها 8000 رجل منتشرون في أكثر من 80 بلدا.
وفي أوروبا، حيث قُتل المئات في الهجمات الارهابية في السنوات الأخيرة،وقد أنجبت الدول الأوروبية العديد من المتطرفين، منهم 5000 انضموا إلى "داعش".