يبدو أن دعوات "عاصم عبدالماجد" الإرهابى الهارب إلى قطر، والمحكوم عليه، في العديد من القضايا، في خلق حالة من الغضب لدى الجماعة الإسلامية، بعد مطالبته بحل الجماعات الإسلامية، معللًا ذلك بمقولته الشهيرة "الأمة قبل الجماعة"، وبعد اختفاء عضو مجلس الشورى الهارب إلى الخارج، عن الساحة السياسية والأضواء الإعلامية منذ مطلع العام الحالي، وعاد من جديد ليلعب بأوراق ظاهرها يؤكد هزيمة أفكار الجماعة التي تبناها سابقًا، وأنه أذعن أمام إصرار قطاعات الشعب المصري كافة على رفض أفكار الجماعة المتشددة.
من جانبه، هاجم منتصر عمران القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، عاصم عبد الماجد رئيس مجلس شوري الجماعة والهارب خارج البلاد، بعد ما طالب بحل جماعات الإسلامية.
وقال عمران في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إنه "عندما يخرج علينا شخص مثل "عبد الماجد" والذي يعتبر من صقور الجماعة الاسلامية ومنظريها بل كان من دعاة العنف في منصة رابعة طالبا الجماعات الاسلامية جمعاء بمحو كل الأصول التي اتخذتها هذه الجماعات والاكتفاء بالأصل الأصيل الذي اكتفى به الرسول وهو الشهادتان".
وأكد عمران، على أن "هذه الأصول المبتكرة عزلت الجماعات عن الأمة، وأورثت الجماعات آفات لا حصر لها، كما طالب الجماعات أن لا تسعى لإحداث التغيير بمفردها، وبأيدي أعضائها، لأنه فوق طاقتها وفوق طاقتهم، بل تحمله للأمة، فإنه ليس فوق طاقة الأمة، وتكون مهمتها هي إيقاظ الأمة للقيام به، فإذا هبت هبت الجماعات معها، كما طالبها ايضا أن تكف عن تجنيد العناصر الصالحة من الأمة داخل صفوفها وأن ندعوا الناس للحق فمن استجاب يجب تركه كعضو فاعل في المجتمع".
واعتبر "عبد الماجد" أن حل الجماعات ضرورة، قائلًا: "لست أسعى من وراء هذا الحديث إلى تدمير فكرة العمل الجماعي، حتى بعد أن فشلت مختلف الجماعات في مواجهاتها المتعددة مع أنظمة الحكم، وليس قرار الحل هذا من حقنا، ولا من حق كل قيادات الجماعات الإسلامية، فهذه الجماعات ملك للأمة، الذين دفعوا ثمن بنائها وتشييدها الباهظ هم أبناء هذه الأمة".
وضمن مقالات "عاصم عبدالماجد" تحت مسمى (الخروج من القمقم) قال:
إذا أردنا مصارحة أنفسنا بأسباب الفشل الحقيقية الرئيسية فهي:
محاولاتنا تمييز أنفسنا عن الأمة بأصول ومبادئ، بينما الأمة لا تعرف إلا أصلا واحدا هو الشهادتان، وهذه الأصول والمبادئ شكلت حاجزا معنويا بين الجماعات وأمتها، فسهل حصارنا، فضلا عن أنها أورثت كثرين منا عدة آفات خطيرة، المطلوب من الإسلاميين عموما اليوم مه متان تختصان بهما ثم هم بعد ذلك مجرد افراد في الامة يتحركون معها متى تحركت ويقفون معها إذا وقفت، لا يصلح لهذه المهمة حفظة النصوص الذين لا يدركون الواقع، كما لا يصلح لها من ليس لديه بصيرة نافذة تؤهله لاستنباط الحكم المناسب للواقع، وهذا الذي يسمونه فقاهة النفس.
فإن فشلت الحركات الإسلامية والتيار الإسلامي العام في إفراز قيادة مستوفية للشروط فسيكون هذا نذير خطير بانتهاء دور الإسلاميين في المدى المنظور ودخول الأمة عموما في التيه، وتحويل هذا الكم الرهيب من الشباب الإسلامي إلى دعاة ينتشرون في الامة ويشرحون لها ما قرره اهل العلم الشرعي السابق ذكرهم ويرفعون من همم الخلائق ويقوون عزائمهم ويتالفون قلوبهم.
كل هذا يتم باسم الأمة وانطلاقها من مصالحها لا باسم جماعة ولا لمصلحة جماعة (أرجو ان لايصدع المتعصبون رؤوسنا بالحديث عن أن مصلحة الأمة هي مصلحة جماعتهم فقد سئمنا الرد على أمثال هؤلاء العنصريين ومن لم يفهم خطأ تلك المقولات حتى الآن فلا ينفع معه جدال فهو لا يزال في دوامة جهالاته يظن جماعته هي الإسلام والإسلام هو جماعته).
أما القيادة الحركية للمجتمع التي تحول ما قاله اهل العلم إلى خطوات وبرامج عمل، فليس شرطا ان يكونوا من الإسلاميين، بل من عامة المسلمين الذين يمتلكون الصفات القيادية اللازمة لقيادة امة، وأي فائدة تعود علينا بفرض قائد على الأمة لا يملك مؤهلات القيادة لمجرد انه ينتمي لهذه الجماعة أو تلك، بل قائد قوي من عامة المسلمين خير من قائد ضعيف من تلك الجماعات لذا اختار احمد ابن حنبل للأمة ان تغزو مع قائد فاجر قوي ولا تغزو مع قائد تقي ضعيف، ومثل هذا العلم هو الذي نحتاج إليه في القيادة الشرعية للامة السالف ذكرها (دع عنك كلام جاهل سيقول لك انت تريد ان يقود جهادنا وثورتنا شيوعي او مرتد، فهذا أحمق لا يرى في الامة إلا تجمعا من الشيوعيين والمرتدين وأن من لم يكن منتميا للحركات الإسلامية فهو شيوعي او مرتد ).
وأوضح "عبدالماجد" لست ممن يقولون إن فكرة العمل الجماعي بدعة في حد ذاتها، ولا هي خطأ شرعي ولا حتى خطأ حركي، بل أقول صراحة إنها مشروعة وممدوحة، وإن الذي يعاب عليها أو على بعضها هو تضمن مبادئها بعض البدع أو التجاوزات الشرعية أو اعتمادها خططا للتحرك تؤدي إلى هزيمة الامة أو إضعافها.