على الرغم من مرور 16 عامًا على وقوعها، لا تزال هجمات 11 سبتمبر، مثار التفاف للمجتمع الأمريكي حولها.
ولا تزال الحكايات تُروى عن مأساة تعرض لها أبرياء آمنون، لتؤكد كل مرة أن الحياة أقوى من الموت.
من بين هذه الحكايات، قصة شجرة لم تسلم من الهجوم، فمكثت شهرا كاملا تحت الأنقاض تصارع من أجل الحياة.
فرق الإنقاذ لم تساعد البشر فحسب، بل بحثت عن الشجر والحيوانات وكل شيء حي يحتاج إلى المساعدة، حتى عثرت على شجرة 'Callery Pear'.
كانت شجرة مثل أخريات في المكان، لا يميزها شيء، لكن وبعد أن أنقذت أصبحت رمزا يقصده الأميركيون والسياح لالتقاط صور تحت هذه الشجرة التي باتت تعرف بـ"الشجرة الناجية".
في كل هجوم إرهابي تتعرض له الولايات المتحدة أو أي دولة حول العالم، يزور المواطنون الشجرة الناجية للتضامن مع عائلات الضحايا.
كانت هذه الشجرة تقف أسفل برجي التجارة العالمي، في مكان سمح للهجمات أن تتلف أغصانها وتلحق الضرر بها.
عمال متخصصون تعاملوا معها بعد العثور عليها تحت الأنقاض، واقتلعوها من جذورها قبل أن تنقل إلى مشتل في منطقة برونكس للاعتناء بها.
قاومت تلك الشجرة الموت في ذلك المشتل الذي حظيت فيه بعناية خاصة حتى عام 2010 لتستعيد أغصانها الحياة من جديد.
اقتلعت الشجر الناجية مرة أخرى من المشتل على أيدي خبراء متخصصين لتنقل على متن شاحنة إلى النصب التذكاري في ساحة برجي التجارة العالمية، في 22 ديسمبر 2010.
أصبحت الشجرة الناجية مزارا لكل من يريد أن يعرف عن قصص من نهضوا مجددا نافضين غبار الهجوم ليكملوا الحياة سواء كانوا بشرا أو شجرا.
يقول أميركيون إنهم تعلموا من تلك الشجرة درسا في معنى الحياة، حينما استعادت أغصانها خضرتها، وقال كثيرون إن الشجرة دليل على قوة الأميركيين الذين يحبون الحياة.
البيت الأبيض ذكر الشجرة الناجية في بيان الجمعة، واعتبر أنها "رمز لقوة الروح الأميركية في وجه الموت والإرهاب"، مضيفا القول: "مثل الشجرة الناجية سنبقى أقوياء كأمة واحدة. ومهما حاول الإرهابيون فلن يهزموا أبدا روحنا الأميركية".