قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الشروط الجديدة التي وضعتها الحكومة المصرية لاستلام أيَّة شحنة قمح جديدة؛ أربكت السوق العالمي باعتبارها أكبر مستورد للقمح في العالم.
وأوضحت بلومبرج، أن الشروط التي تضمنت رفض أيَّة شحنة تحتوي على بذور الخشخاش؛ أصاب التجار العالميين بقلق بالغ، ما يشير إلى أن مصر قد تواجه خطر مقاطعة التجار العالميين؛ في ظل خسائر كبيرة متوقعة حال توقف مصر عن استيراد القمح.
وأشارت إلى أن مصر رفضت خلال الإسبوع الماضي 59 ألف طن قمح فرنسي بسبب بذور الخشخاش، على الرغم من أن السفارة الفرنسية في القاهرة أكدت أن الشحنة كانت تفي بالشروط المصرية، كما تم رفض شحنة من رومانيا خلال الشهر الماضي من ميناء سفاجا للسبب نفسه.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن هذه ليست المرة الأولى التي توقف مصر فيها شحنات القمح وتمنع دخولها البلاد بسبب شروط الجودة، ففي العام الماضي تم رفض الكثير من الشحنات بسبب فطر "الشقران"، وهو ما دفع التجار لسحب عروضهم أو رفع أسعار الشحنات.
وأكدت الوكالة أن التجار يواجهون أزمات في بلادهم بسبب الشروط المصرية، حيث رفض البعض مغادرة الشحنات للموانئ خوفًا من رفضها في مصر.
وتابعت: أن الشروط المصرية تجعل القمح الروسي يربح في هذه المعركة حيث تخلو شحناته مع بذور الخشخاش كما تحتوي على نسب ضئيلة جدًا من فطر الشقران.
وقال تشارلز كلاك المحلل في شركة "رابوبنك إنترناشونال"، مقرها لندن، إن "توقيف أول شحنة قمح وافدة من رمانيا كانت مفاجأة صادمة، متوقعًا أن يتسبب تأخير استلام باقي الشحنات في ارباك السوق العالمي، وسيظل هذا الارتباك قائما حتى توضح مصر موقفها من بذور الخشخاش".
وذكرت الوكالة أن السبب وراء رفض مصر دخول بذور الخشخاش أنها تستخدم فيما بعد لصنع الأفيون، وهو الأمر الذي أحيا مخاوف الحكومة المصرية حول تفتيش بضائع القمح قبل دخولها.
وأوضح أحد المسئولين عن شحنة القمح الفرنسي أن بذور الخشخاش ليست سامة مثل فطر الشقران، لكن المسئولون في مصر أكدوا أن هناك تخوفات من استخدامها في صناعة الأفيون.