اعلان

عجائب جمهورية "المحصلين".. المواطنون: "دول باشوات وبييجو بمزاجهم كل 4 شهور".. ووزارة الكهرباء: "المشكلة هتخلص بعد 10 سنوات"

تعانى الأسر المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، من ارتفاع متواصل لا يكاد يتوقف فى أسعار الكهرباء، وجاءت الزيادة الأخيرة فى يوليو الماضى، وأصبحت مستحقة مع تحصيل فاتورة أغسطس الجارى، ومع ارتفاع أسعار استهلاك الكهرباء، وقلة عدد المحصلين على مستوى محافظات الجمهورية، يزداد الوضع سوءًا على المواطن البسيط، خاصة أن العدد الأكبر من المحصلين لا يذهب إلى الوحدات السكنية كل شهر فى الموعد المحدد له، لتحصيل فواتير استهلاك الكهرباء، بل يضغط على المواطن بالتأخير عليه لأكثر من شهر، ويأتى له لتحصيل الفواتير المتأخرة مرة واحدة، وهو ما يُشكل عبئًا إضافيًا فى ظل حالة الارتفاع المستمرة لأسعار استهلاك الكهرباء، نظرًا لخفض قيمة الدعم المقدم من الدولة، وهى الخطة التى بدأتها الدولة منذ 2014 ومستمرة حسب إعلان وزارة الكهرباء إلى 2019.

"أهل مصر" زارت عدة مناطق بالقاهرة والجيزة، لرصد حالة الغضب الشعبى من عدم ذهاب المحصلين والكشافين إلى الوحدات السكنية، لتحصيل فواتير الكهرباء فى موعدها المحدد كل شهر.

البداية كانت بمنطقة "فيصل" بمحافظة الجيزة، حيث التقينا بعدد من الأهالى الذين تحدثوا معنا بلهجة عنيفة وغضب شديد من محصلين الكهرباء، قائلين: "محصل الكهرباء يزور المنطقة كل كام شهر مرة واحدة، ويقوم بتحصيل قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء من الشخص الموجود داخل سكنه، فى الوقت الذى يتواجد فيه المحصل بالمنطقة، ولكن يأتى فى أوقات صعبة، يكون فيها معظم الأهالى فى أعمالهم، ولا يراه أحد مطلقًا كل شهر إلا قليلًا، ثم يأتى بعد عدة أشهر من أجل تحصيل الفواتير المتأخرة جميعها، ويطلب من الناس السداد أو انقطاع الكهرباء عنهم، مما يتسبب فى حدوث الكثير من المشادات الكلامية بين الأهالى والمحصل.

أما فى منطقة "بولاق الدكرور" تحدث معنا "محمد جمال" أحد الشباب القاطن بالمنطقة عن طريق إيجار وحدة سكنية من أحد ملاك العقارات، قائلًا: "أذهب إلى عملى فى الصباح الباكر، وأعيش أنا وزميل آخر بمفردنا فى الشقة، وكنا دومًا نتساءل، أين محصل الكهرباء؟ ولماذا لا نراه تمامًا فى المنطقة؟ ومتى سيأتى لتحصيل فاتورة الشهر الماضى؟.

هذا السؤال تكرر كثيرًا كل شهر، لحين ظهوره أخيرًا بعد فترة 10 شهور، ثم قال لنا المحصل بالنص: "عليكم 3500 جنيه نتيجة استهلاك الكهرباء خلال فترة الشهور الماضية، ولازم تدفعوهم دلوقتى".

أضاف محمد: "انتابتنا حالة من الاستغراب والغضب فى الوقت نفسه من طريقة حديث المحصل، خاصة أنه مقصر فى عمله، لأنه لا يأتى كل شهر لتحصيل الفاتورة"، وعند حديثنا معه، أشار إلى أنه من محافظة الشرقية ولا يستطيع القدوم كل شهر، وبناءً عليه يأتى كل فترة لتحصيل الفواتير المتأخرة من المنطقة مرة واحدة، بدلًا من ذهابه أكثر من مرة فى الشهر، خاصة أنه ليس من سكان محافظة الجيزة.

فى سياق متصل، ذهبنا إلى منطقة "عابدين" التابعة لمحافظة القاهرة، وتحدثنا مع أحد مالكى العقارات ويدعى "محمود حسن" التى تحدث إلينا بغضب شديد من عدم ذهاب محصل الكهرباء ولا قارئ العداد كل شهر إلى سكان العقار لتحصيل فواتير الكهرباء، قائلًا: "دول باشاوات محدش بيشوفهم إلا كل فين وفين"، موجهًا رسالة للمحصلين: "زرونا كل سنة مرة.. حرام كده".

وأضاف حسن "يتراكم على السكان فى العقار فواتير أكثر من 6 شهور، نظرًا لعدم ذهاب المحصل شهريًا لتحصيل الفاتورة، وهو ما يتسبب فى حدوث الكثير من المشاكل، حيث إن الساكن بدلًا من أن يدفع كل شهر على سبيل المثال 100 جنيه كاستهلاك شهرى لشقته، يقوم بدفع مبلغ باهظ كل 6 شهور أو أكثر، حينما يتواجد المحصل ويطالبه بدفع قيمة الفواتير المتأخرة مرة واحدة، وتدب المشاكل والخناقات بينهما بسبب عدم ذهاب المحصل فى الوقت المحدد له كل شهر".

فيما قالت "جيهان السيد" ربة منزل: "نشعر بالاستياء الشديد، نتيجة ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء، فى ظل عدم ذهاب موظفى شركات الكهرباء للمنازل لقراءة عدادات الكهرباء بشكل صحيح"، مؤكدة أن قيمة فواتير الكهرباء جاءت غير صحيحة نتيجة القراءات العشوائية لعدادات الكهرباء من قبل المحصلين، مضيفة: "ياريت الوزارة تستغنى عنهم، لأنهم ملهمش لازمة".

فى سياق متصل، أكد الدكتور "أيمن حمزة"، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن عدد المحصلين وقارئى الكشاف التابعين لشركات التوزيع الـ9 على مستوى الجمهورية، يتراوح عددهم ما بين 12 - 12.5 ألف، مقسمين ما بين 6 آلاف محصل، و6 آلاف قارىء كشاف.

وأضاف المتحدث باسم الكهرباء، أن العداد الكودى "مسبوق الدفع" سيقضى على شكاوى المستهلكين، من تأخير المحصلين عليهم فى تحصيل قيمة الفاتورة الشهرية لاستهلاك الكهرباء، أو القراءات الخاطئة للشكافين، والتى تتسبب أحيانًا فى رفع قيمة الفاتورة، مشيرًا إلى أنه لا توجد نيه لدى الوزارة للاستغناء عن المحصلين أو قارئى الكشاف، ولكن عند تعميم تجربة العداد الكودى سيتم تغيير وظيفتهم إلى مفتشين أو أى أعمال إدارية أخرى.

وقال أحمد محب، الأمين العام للنقابة العامة للعاملين بالكهرباء والطاقة، إن هناك تدن فى عدد قارئى العدادات مقارنة بعدد المشتركين داخل الوحدات السكنية والمناطق المختلفة التى يغطونها، فعلى سبيل المثال يغطى المحصل الواحد نحو 8 إلى 10 آلاف مشترك بالشهر الواحد وهى نسبة كبيرة، فى حين أنه من المفترض أن تصل النسبة إلى نحو 3 إلى 4 آلاف مشترك بالشهر الواحد، لافتًا إلى أنه أحيانًا يتسبب تدنى عدد المحصلين إلى غيابهم عن التحصيل خلال شهر معين أو مدة معينة، وبعد ذلك حينما يأتى للتحصيل يحدث خطأ نتيجة احتسابه لمتوسط النسبة التى لم يأت للتحصيل خلالها.

وأوضح أن الأزمة ستظل مستمرة، ومعانأة المواطنين ستستمر لحين الانتهاء من تحويل كافة العدادات إلى "مسبقة الدفع"، وهى الخطة التى وضعتها الحكومة للانتهاء منها خلال 10 سنوات من الآن، مشيرًا إلى غلق باب التعيينات أمام المتقدمين الجدد لوظائف الكشافين والمحصلين، لسد العجز والفراغ الذى تركه المحالون للمعاش، كان أحد أسباب تفاقم أزمة المحصلين والكشافين بقطاع الكهرباء، على مستوى شركات توزيع الكهرباء.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً