اعلان

بعد الاعتداء على طبيب في شبين الكوم.. نفتح ملف تأمين المستشفيات.. و"الأطباء": نطالب بتوفير طواقم أمنية من الشرطة

الاعتداء على الأطباء وطاقم التمريض والمستشفيات الحكومية، بات أمرًا واقعًا ومكررًا، خاصة العاملين بأقسام الطوارئ والاستقبال، والذين يلاقوا الكثير من البلطجة والتعدي على أجسادهم وشخصهم بالقول والفعل، في الوقت الذي لا يجدون فيه أي مساعدة أمنية، أو تدخل من قبل وزارة الصحة لتفادي تكرار مثل تلك الحالات.

وأقرب حادث التي حدثت منذ يومين، حيث سادت حالة من الهرج والمرج في العيادات الخارجية لمستشفى شبين الكوم التعليمي، أمس، بعد أن تعدى أمين شرطة على أحد أطباء المستشفى، وقت عمله، فقام أمين شرطة بالحضور إلى المستشفى، راغبًا في إجراء عملية جراحية بشكل عاجل، متخطيًا جدول مواعيد العمليات، فحاول الطبيب شرح الأمر لأمين الشرطة، ومحاولة إفهامه أن الجدول هو الفيصل في إجراء العمليات، لكن الأخير لم يستمع، وقام بالتعدي على الطبيب وإصابته إصابات خطيرة، ليبقى الحال كما هو عليه، ولا يتدخل وزير الصحة أو المسئولين، مكتفين بمحضر ضد الأمين فقط.

تقول وفاء محمد، ممرضة بمستشفى حلوان العام، إن حالات التعدي على طاقم التمريض كثيرة، وليس الممرضون وحدهم من يتعرضون للضرب المبرح، ففي كثير من الأحيان يتقاسم الأطباء "العلقة" معهم، خاصة وأنهم يعملون كفريق واحد، مضيفة أنها وزميلاتها في قسم التوليد والنساء يعانين الأمرين، فطبيعة القسم تقتضي السرية ومنع دخول المرافقين من الرجال، وهو الأمر الذي يرفضه كثير من الأهالي، فيصيحون مقتحمين القسم لزيارة المريضة، وقد يصل الأمر للتعدي باليد على من يحاول منعهم.

بينما شرحت أماني شاهين، رئيس التمريض بنفس المستشفى، أن الأمن لا فائدة منه، ففي حال المستشفيات العامة، والتي يتردد عليها مئات من المواطنين يوميًا، يجب أن توفر وزارة الصحة بالتعاون مع إدارة المستشفى، طواقم أمن من شركات متخصصة، إضافة إلى نقطة شرطة ثابتة مزودة بعدد لا بأس به من أفراد الأمن، لسرعة التدخل، خصوصًا وأن حالات كثيرة يتم استقبالها يكون العنصر الأساسي بها، بلطجي، أو مسجل خطر، ولا بد من استقباله طبقًا لقوانين الدولة.

وأضافت أن الورديات المسائية في أقسام الطوارئ والاستقبال، أكثر عناصر المستشفى تعرضًا لأخطار مستمرة، فكثير من الأدوات تكون غير متاحة أحيانا، ولا يعي أهل المريض ذلك، ويظنون أن المستشفى مقصرة، فيبدأون بالتعدي على الأطباء والممرضين، دون تدخل من الأمن.

وذكر الدكتور محمد الجعار، إخصائي جراحة مخ وأعصاب بمستشفى شبين الكوم التعليمي، أن الأطباء يتعرضون يوميًا، للبلطجة، وأنهم خاطبوا الوزارة والمديرية والنقابة الفرعية قبل ذلك، بضرورة إيجاد حل للأزمة، ومحاولة تأمين المستشفيات بشكل يليق بما يقدمه طواقمها من خدمة للمجتمع.

واستنكر الطبيب متسائلا: "كيف لنا أن نعمل تحت تهديد السلاح، أو بطريقة لي الذراع، كيف سنركز في الحالات بين أيدينا وحيواتنا مهددة بالخطر؟".

وبخصوص هذا الصدد، علق الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام للنقابة العامة لأطباء مصر، قائلا إن حالات التعدي على المستشفيات خاصة الحكومية منها، بات أمرًا لا يطاق، فكل فترة تظهر حالات تعدِ على أطباء أو طواقم تمريض بالمستشفيات العامة، أثناء تأدية عملهم، في محاولة من الشخض المتعدي للمطالبة بأمر غير مقبول.

وأضاف أمين عام الأطباء أن الأسباب الرئيسية للحالة المضطربة بين المواطنين وطواقم التشغيل في المستشفيات، معروفة، وأن من ضمنها عدم توافر كثير من المستلزمات الطبية الأساسية، إضافة إلى فقر الموارد ببعض الأماكن والتي تؤدي أحيانا إلى اضطرار المستشفى لنقل المريض إلى مستشفى مركزي متوافر به كل هذه الأمور، وتأتي أزمة نقص الأدوية على رأس القائمة، بالإضافة إلى عدم توافر أسرة لبعض المرضى في بعض الأقسام نتيجة الزحام على قوائم المرضى، وكلها أمور لا يتفهمها المواطن.

وطالب "طاهر" بضرورة توفير طواقم أمنية من الشرطة، لحماية المستشفيات بشكل عاجل، وتفعيل دور الطواقم الموجودة في المستشفيات الأخرى بالفعل، ومنع المواطنين من التعدي على الأطباء والممرضين.

الأمر الذي يطرح التساؤل: هل ستتخذ الدولة إجراءات مشددة لحماية المستشفيات أم ستظل شاهد عيان صامت على ما يحدث؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً