في يومي 14 و15 من الشهر الجاري يعقد مؤتمر "أستانا 6" للمحادثات بشأن الأزمة السورية، ومع قرب هذا الموعد تتسرب معلومات هامة عن اتفاقات تعد في المطابخ الدولية، وصفقات تجري بعيدًا عن الإعلام فيما بين العواصم المؤثرة في هذا الملف.
صفقة تركية إيرانية
صحيفة الشرق الأوسط نشرت اليوم الثلاثاء تسريبات تتحدث عن صفقة (تركية_ إيرانية) برعاية روسية تقضي بتبادل النفوذ والسيطرة في المناطق الخاضعة للدولتين في كل من إدلب وجنوب دمشق.
الصفقة وبحسب الصحيفة تم الإتفاق عليها بين الجانبين وبقي التوقيع عليها في آستانا نهاية الأسبوع الجاري، حيث تم الوصل إلى صيغة مشتركة بين الجانبين وهي على الشكل التالي:
- السماح للجيش التركي بالتوغل في الداخل السوري وتحديدًا في محافظة إدلب الشمالية وصولًا إلى طريق أوتستراد (حلب، إدلب، اللاذقية) وإحكام سيطرته على المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا من الجانبين، وذلك عبر دعم فصائل تابعة للجيش الحر المدعوم من أنقرة وبإسناد جوي من الطائرات الروسية لإخراج "هيئة تحرير الشام" من تلك المناطق بعد فرض الأخيرة سيطرتها على المنطقة مؤخرًا وهزيمتها لحركة أحرار الشام الإسلامية المحسوبة على تركيا.
- تسليم مناطق جنوبي دمشق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر إلى القوات الإيرانية لتوسع سيطرتها بجوار مقام السيدة زينب، وربط أماكن سيطرتها ببعضها، وتشمل تلك المناطق كل من (يلدا، ببيلا، بيت سحم، التضامن، القدم، مخيم اليرموك). وخروج المقاتلين المعارضين مع أسرهم إلى محافظة إدلب.
وبحسب مسؤول غربي فإن إيران ترغب في توفير بيئة سكانية حول دمشق وبين دمشق وحدود لبنان تكون موالية لطهران، بحيث يجري التأثير على القرار السياسي في العاصمة بصرف النظر عن الحاكم، ولذك سعت ومازالت بـ "نقل" سكان مناطق كفريا والفوعة (الشيعة) من إدلب إلى مناطق المعارضة في جنوب دمشق مقابل تهجير سكان الأخيرة إلى المحافظة الشمالية، في صفقة طائفية بحتة مع تركيا.
الشرق الأوسط أفادت بأن أحد عناصر المصلحة الروسية من تلك الصفقة، إضافة إلى تجميد الصراع وتوحيد البنادق ضد الإرهابيين والتمهيد لتسوية سياسية وجمع مناطق النفوذ تحت خريطة "سوريا موحدة"، السيطرة على الطرق الرئيسية وفتح شرايين الحياة في سوريا بما فيها المعابر الحدودية حيث من المتوقع فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن وإعادة تشغيل طريق درعا - دمشق - بيروت، ويُتوقع أن يوفر فتح هذا المعبر 150 مليون دولار أميركي سنويًا بدءا بنهاية الشهر، ستقسم مناصفة بين الحكومة والمعارضة التي ستنشر 300 - 400 عنصر مدني لإدارة المعبر مع حضور رمزي لدمشق.
وكانت المعارضة السورية قد وافقت قبل يومين على المشاركة في محادثات آستانة التي ستجري يومي الخميس والجمعة المقبلين، بحسب وزير الخارجية الكازاخية كما من المعلوم عدم اعتراض الحكومة السورية على المشاركة في المؤتمر.
وقد ساهم مؤتمر أستانة بتثبيت وقف إطلاق النار في أكثر من مناسبة كان آخرها إتفاق الدول الثلاث الراعية للمؤتمر على إنشاء ثلاث مناطق لخفض التوتر في سوريا (المنطقة الجنوبية، ريف حمص، وريف دمشق). وتسعى تلك الدول إلى توسيع مناطق التهدئة وإضافة محافظة إدلب إليهم، لتكتفي الولايات المتحدة بمحاربة تنظيم داعش في سوريا وتترك الملفات الأخرى لروسيا التي باتت صاحبة الكلمة الأعلى في البلاد وتفرض قراراتها وأجندتها على الجميع.