أكد المستشار التجاري والاقتصادي بالسفارة الصينية بالقاهرة، هان بينج، أهمية مشاركة مصر في قمة دول البريكس لأنها تعد دولة هامة في العالمين العربي والإسلامي وأفريقيا، وقال إن اهتمام بكين بدعوة مصر كضيف شرف جاءت فى ضوء اهتمامها بتعزيز التعاون معها وتقديرا واحتراما للموقف المصري على الساحة الدولية.
وأضاف بينج - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن مصر طرحت خلال القمة وجهة نظرها إزاء القضايا العالمية، وعرضت رؤيتها للإصلاحات الاقتصادية، موضحا أن قمة البريكس ناقشت التعاون بين دول (جنوب - جنوب) وأعطت فرصة للدول النامية لتعبر عن آرائها، بينما قمة مجموعة العشرين فهي منصة للحوار بين الدول المتقدمة والنامية حول المشاكل العالمية وسبل إيجاد حلول مشتركة لها.
وتابع قائلا: "إن مصر لديها علاقات قوية مع دول البريكس، وتسعى إلى مزيد من التعاون معها في المستقبل وهي عضو حاليا في آلية "بريكس بلس"، مما يساعدها على الانضمام لتجمع البريكس، معربا عن اعتقاده بأن بكين سوف ترحب بقبول مصر في تجمع دول البريكس ولكن هذا يحتاج إلى موافقة الدول الخمسة.
وردا على سؤال حول دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات "بريكس بلس" في المستقبل، أفاد بينج، بأن مصر دولة هامة وأنه يأمل في استمرار دعوتها في المستقبل لحضور هذه الاجتماعات من أجل تعزيز التعاون مع دول البريكس، موضحا أن الحصول على عضوية البريكس لا يعتمد على قوة الاقتصاديات وإنما هو تكتل معني ببحث القضايا العالمية مثل الإرهاب، كما ورد في البيان الختامي للقمة.
وحول إمكانية استخدام العملة المشفرة وإقامة مؤسسة تصنيف للبريكس، قال "إن هذا هو الاتجاه في التعاون المستقبلي بين دول البريكس، وهو تبادل استخدام العملات الوطنية في التجارة والاستثمار"، مشيرا إلي أن وزراء التجارة والاقتصاد لدول البريكس وافقوا في اجتماع لهم في أغسطس الماضي على ست وثائق هامة في مجالات التجارة والإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية والنظام الإلكتروني لربط دول البريكس ودعم التعاون الفني والاقتصادي، وهذه الآليات مفتوحة لجميع الدول للانضمام لها.
وأكد أن دول البريكس تدخل عقدها الثاني وقد حققت كثيرا من الإنجازات في العشر سنوات الماضية، حيث ساهمت بـ50 في المائة من نمو الاقتصاد العالمي، وارتفع حجم اقتصادياتها من 12 في المائة إلى 23 في المائة، وهذا يؤهل البريكس لأن تلعب دورا أكثر أهمية في النظام العالمي، مشيرا إلى أنه تم إنشاء بنك التنمية الجديد والترتيبات الاحتياطات الطارئة في إطار البريكس.
وردا على سؤال حول النظام الاقتصادي العالمي الجديد، قال إن بكين لا تسعى لإقامة نظام جديد ليحل محل النظام القديم وإنما تعتمد في فلسفتها على فكرة العيش سويا باختلافاتنا وعرض أفكارنا، مثل مبادرة الطريق والحزام ومشاركة جميع هذه الدول لإيجاد حلول للمشاكل من بينها عدم العدالة في النظام الاقتصاد العالمي الحالي.
وأوضح أن "بريكس بلس" ومشاركة الدول النامية في مجموعة العشرين تعطي صوتا لهذه الدول لتعبر عن أفكارها على الساحة الدولية خلافا للسابق، حيث كانت توجد فقط مجموعة السبع الصناعية، مضيفا أن تغيير النظام الاقتصاد العالمي يتطلب بذل الجهود المشتركة وطرح الأفكار للدول النامية وليس أفكار الصين فقط.