مصر تقود قطار "المصالحة الفلسطينية".. استقبال وفد لحماس وفتح.. وخبراء: خطوات القاهرة تمثل ضربة قاضية لداعش

يتصاعد الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني يومًا بعد يوم، وتتسارع عجلة المصالحة الفلسطينية بشكل كبير، خاصة بعد استقبال القاهرة السبت الماضي لوفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، وتحضيرها لاستقبال وفد آخر من حركة فتح يقوده عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة فيها اليوم الأربعاء 13 سبتمبر.

ويضم وفد حركة فتح كلا من عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس كتلتها البرلمانية، وحسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وروحى فتوح، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية بالحركة.

وتنوي القاهرة وضع حد لخلاف الإخوة الفلسطينيين الذي استمر لـ11 عامًا، وذلك بالتحضير للقاء يجمع بين الطرفين ويضع النقاط على الحروف ويوحد الكلمة التي لطالما انشطرت إلى اثنتين.

مصدر في حركة حماس أشار إلى أن الحركة وافقت على حل اللجنة الإدارية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها حل الأزمات الداخلية الفلسطينية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كبادرة للحوار مع حركة فتح للمصالحة، وذلك بناء على طلب المسؤولين المصريين الذين اجتمعوا بأعضاء الحركة قبل يومين في القاهرة.

عضو حركة فتح عزام الأحمد سبق وقال: "إنه لن تكون هناك أي لقاءات أو حوارات مع وفد حماس إلا بإعلان الأخيرة بشكل واضح حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق من أداء عملها في قطاع غزة، والالتزام المبدئي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني"، لتأتي تنازلات حماس الأخيرة في مصلحة عقد اللقاء بين الجانبين وتنفيذًا لشرط "الأحمد" لعقد اللقاء معهم، وبذلك ترمي حركة حماس كرة المصالحة في ملعب فتح.

وكانت حماس قد أنشأت في مارس الماضي اللجنة الاإدارية في غزة لإدارة المؤسسات الحكومية بعد اتهام حكومة التوافق التي تضم أعضاء من حركة فتح بعدم القيام بمسؤولياتها تجاه قطاع غزة، ما أثار غضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركته ودفعه إلى قطع المساعدات المالية عن القطاع وإحالة 6 آلاف موظف في غزة دفعة واحدة إلى التقاعد المبكر.

وبحسب مصادر، فإن الرئيس محمود عباس سيوفد مسؤول ملف المصالحة في الحركة، عزام الأحمد إلى مصر لمتابعة جهود إنهاء الانقسام، كما أن قيادة الحركة ستبحث مع المسؤولين المصريين نتائج مباحثات حركة حماس معهم، قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.

مصادر مصرية أكدت في وقت سابق استعداد حركة فتح الحوار مع حماس والمضي قدمًا في مسار المصالحة الفلسطينية بعد تطمينات حصلت عليها الحركة من أعلى المستويات في القاهرة.

في السياق نفسه أشارت مصادر أمنية فى حركة حماس أمس الثلاثاء بأن الحركة زودت أجهزة الأمن المصرية بتفاصيل اتصالات بين عناصر إرهابية فى سيناء وقطاع غزة تضمنت معلومات عن أنشطة الإرهابيين فى سيناء، في وقت أعلنت فيه الحركة التأهب على طول الشريط الحدودى مع سيناء بعد ورود أنباء عن العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت قوات الشرطة فى العريش، لمنع فرار أى عناصر إرهابية من سيناء إلى قطاع غزة، في تعاون أمني هو الأول من نوعه ويعكس مدى التوافق والتشارك بين الجانبين.

من جانبه، قال اللواء "عبدالمنعم كاطو" الخبير الإستراتيجي، أن الخلافات بين أطراف المصالحة الفلسطينية ممتدة منذ عام 2006، وضرورة توحيد الصف الواحد يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

وأكد "كاطو" في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن إسرائيل تأمل في أن يزداد الصراع بين دول الربيع العربي، لأن هذا يصب في مصلحتها من الدرجة الأولى، إلا أن مصر هدمت هذه الفكرة، بعد محاولة إسرائيل لخفض الأصوات العربية، ولا يخفي على أحد الدور الريادي الذى تقوم به الدولة المصرية، في حل الأزمات العربية، وليس من فراغ ولكن لما تتمتع به من مكانة تؤهلها للقيام بهذا الدور الذى خلقت من أجله.

وفي السياق ذاته قال اللواء "جمال مظلوم" الخبير العسكري: إنه إذا صدق طرفا المصالحة، فهذا سيؤثر بشكل كبير، على مخططات التنظيمات الإرهابية، ويحد من انتشار الأسلحة، التى تدخل إلى الأراضى المصرية، عن طريق سيناء.

وأوضح "مظلوم"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه مما لاشك فيه أن تنظيم داعش يعانى في الوقت الحالى من الوفاق بين مصر وحماس، بعد أن أصبحت الطرق مسدودة أمامه، والمستفيد الأول والأخير من سوء العلاقات بين مصر وحماس هو جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم داعش، ولكن نأمل أن يستمر الوفاق وأن تفي حماس بوعودها في تأمين الحدود.

وكان من المفترض أن يغادر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ووفد الحركة القاهرة اليوم، متوجهًا إلى غزة بعد أن أنهى محادثاته مع الجانب المصري، لكن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء خالد فوزي طلب منهم إرجاء المغادرة إلى بعد غدٍ الجمعة، فربما يتم عقد لقاء يجمعهم بقياديين في فتح.

وفى هذا السياق، قال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة "حماس"، فى تصريحات لوكالة "رويترز": إن زيارة إسماعيل هنية إلى مصر، هى أول زيارة يجريها بعد توليه المنصب، مشيرًا إلى أن زيارة هنية ستركز على رأب الصدع مع حركة فتح.

ولفت "برهوم" إلى أن حماس سعت في الأشهر الماضية إلى إصلاح العلاقات مع مصر، التي تسيطر على المعبر الحدودي الوحيد لغزة، والتي تشعر بقلق شديد للعلاقات بين حماس وجماعة الإخوان".

وأوضح المتحدث باسم حماس، أن المحادثات مع مصر ستركز على مسألة الحصار على غزة ورأب الصدع مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً