يجري محاولا التقاط أنفاسه إلى مبنى الحي يحاول التفاهم مع المسؤول عن حملات تجميع عربات الباعة الجائلين لإنقاذ ما تبقي من عربته الصغيرة ويدافع عن نفسه قائلا: "مسرقتش كهربا جبت ماتور وتكلفت كل حاجة عشان أعمل عربيتي ديه، سيبوني أقف ومتكسروهاش ديه تعبي"، ثم يعود بنظرة إلى الكاميرا: "خربوا بيتي".محمد حمدي خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة، ترك عمله ومجال تخصصه العلمي بسبب ضعف المرتبات وعدم كفايتها لمتطلباته اليومية معتمدا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم (تسعة أعشار الرزق في التجارة): "عشان اشتغل في المحاماة دلوقتي كمبتدئ الفلوس قليلة جدا مش هتكفيني، ومش هعرف حتى أكون نفسي، وعشان يبقي لى مركز ومرتب أقدر أعتمد عليه هستنى خمس سنين، فقررت أعمل مشروعا خاصا بى".عربة صغيرة تقف في شارع مصر، مليئة بالحلويات بعضها شرقي وبعضها غربي، بالإضافة إلى صنع "الوفل" يقف بجانبها محمد مبتسما للعائلات المحيطة به، والتي تتسارع على طلب "الوفل" منه وتسمعه يهمس "ربنا يخليكي ليا".. "في الأول كنت رافضا الفكرة إزاي محامي وأنزل أشتغل على عربية حلويات، بس أمي شجعتني، ونزلت وقفت معايا في البداية، بعد كده بقت بتعمل الحلويات في البيت وأنا باخدها في العربية".يمتاز شارع مصر بالتنظيم وتوافر الخدمات الذي اكتسب منها شهرته كشارع الشباب، وجعل وفودا من العقول الخلاقة تتوافد إليه وفق حديث محمد لنا (أهل مصر): "المكان هنا أنضف وأحسن من إني أشتغل بره في خدمات بتنظمها لينا شركة سيتي، عشان تخلي المكان مناسب، مثلا يوجد مطبخ لو احتجت أعمل حاجة، وفي حمام، ومفيش مضايقات، لأني معايا ترخيص محدش بيتريق، ومحدش بيجري ورايا".