بعد مرور أكثر من عام، وحالة من الجدل انتابت أزمة مقتل الشاب الإيطالي "ريجيني"، أخيرًأ بدأت الأمور تعود إلى مجراها مرة أخري، بعودة السفير الإيطالي "جيامباولو كانتينى" إلى مصر، والذى غادر في إبريل 2016، تنفيذا لقرار استدعائه للتشاور، الذي اتخذته الحكومة الإيطالية إثر خلافات بين السلطات القضائية في البلدين حول التحقيقات في قضية تعذيب وقتل الطالب جيوليو ريجيني.
ومع هذا التقدم الجديد فى عودة العلاقات إلى مجراها الصحيح، يستعد السفير "هشام بدر"، للسفر لاستلام مهام، وظيفته سفيرًا لمصر لدى إيطاليا، بعد فترة من التوقف الدبلوماسي، الأمر الذى يدل أن مصلحة الدول والشعوب لا تتوقف على أفراد، خاصة مع دولة بحجم مصر وإيطاليا، الخلاف بينهم يؤثر بشكل قوى على كافة المجالات والقضايا المفتوحة بين البلدين.
ومع عودة العلاقات مرة أخري، وقع اللواء الدكتور"أحمد العمري"، مساعد وزير الداخلية، رئيس أكاديمية الشرطة، بروتوكول تعاون مشترك، مع "ماسيمو بونيتمبى" مدير الإدارة المركزية للهجرة وشرطة الحدود بوزارة الداخلية الإيطالية، مع تولى مركز بحوث الشرطة تنفيذ البرامج التدريبية الخاصة بالبروتوكول.
مما لاشك فيه، أن مصر وإيطاليا حليفتان أساسيتان في مواجهة ملف الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب علاقات اقتصادية وتجارية بخلاف الملف الليبى يظل أكبر بكثير من قضية مقتل الشاب الإيطالى، وساهمت وسائل الإعلام في حملة منظمة إلى عودة العلاقات بين البلدين مرة أخري، على مدار الـ9 أشهر الماضية، ما دفع القيادة السياسية إلى الاستجابة، واتخاذ قرار في 14 أغسطس من الشهر الماضى، بعودة السفير الإيطالي إلى مصر، ورحب بهذا القرار وسائل الإعلام في روما، ووصفوه بالقرار الحكيم، وقالت صحيفة "لاريبوليكا" الإيطالية، فى تقرير على موقعها أن قرار إعادة كانتينى جاء بعد تأكد روما من مصداقية مصر فى تحقيقاتها وتعاونها مع السلطات الإيطالية فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.
ووصفت الصحيفة الإيطالية، أن عودة السفير إلى مكانه الفارغ، منذ إبريل 2016، هو خطوة للأمام، خاصة أن العلاقات بين مصر وإيطاليا تطورت بشكل جيد فى الفترة الأخيرة، وبحسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام إيطالية، قال عضو الحزب الديمقراطى الإيطالى، بيارو فاسينو أن "عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة ستمكن السلطات الإيطالية من متابعة تطور التحقيقات مباشرة ويوميا"، مضيفا أن وجود السفير كانتنى سيساهم فى حل العديد من القضايا الهامة التى تجمع بين الطرفين.
من جانبه قال الدكتور "سعيد اللاوندى" الخبير في الشؤون الدولية، أن عودة العلاقات بين مصر وإيطاليا، جاءت بناء على أمر من رئيس الوزراء الإيطالي "باولو جينتيلوني"، بعد أن أثبتت التحقيقات تورط الاستخبارات البريطانية، في مقتل الشاب "جوليو ريجيني"، وإلقائه علي الطريق، لتدمير العلاقة بين مصر وإيطاليا.
وأوضح "اللاوندى" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الأيام المقبلة ستشهد تطورا واسعا في العلاقات بين مصر وإيطاليا، على رأسها استئناف الرحلات السياحية إلى مصر من جديد، وذلك بعدما اتضح للرأي العام الإيطالي نظافة أيدي المصريين، من مقتل ريجينى، وتقديم السلطات القضائية كل الأدلة والبراهين علي ذلك، في تعاون مثمر بين الطرفين.
فيما كشفت صحيفة كوريري دي لاسيرا الإيطالية تقريرًا حول طلب رئيس الرئاسي فائز السراج المقدم رسميًا للسلطات الايطالية بشأن تدخل قواتها البحرية في المياه الليبية بالتعاون مع حكومته لمكافحة تدفق المهاجرين غير القانونيين.
وقالت الصحيفة فى التقرير: إن البعثة ستتكون من سفينة حربية كبيرة وما لا يقل عن خمس سفن خفيفة "فرقاطات بحرية" وطائرات حربية وأخرى بدون طيار ستقوم بدوريات في مياه ليبيا وسيكون من بين مهامها تقديم الدعم لجهاز خفر السواحل الليبي.
وأضافت بأن إيطاليا بدأت بالإعداد للمهمة العسكرية بعد تلقيها طلبًا رسميًا من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عبر بريد إلكتروني في 23 يوليو الماضي وقالت: إن الصفقة تمت بإدارة وإشراف رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني ووزير الداخلية ماركو مينيتي.
ومن المنتظر أن يصوت مجلس الوزراء الإيطالي على القرار الذي تعده وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي بالتنسيق مع المسؤولين بالحكومة بخصوص إطلاق البعثة على السواحل الليبية وفقًا للصحيفة.
وتقول كوريري ديلا سيرا أن القوارب وسفن الصيد التي يستخدمها المهاجرون معرضة للغرق لذلك فإن إيطاليا تخطط لاستخدام الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار في البحر الأبيض المتوسط للسيطرة على العملية فيما يمكن أن ينضوي تحت هذه البعثة العسكرية ما بين 500 و1000 جندي.