"ليه الجمعة إجازة".. سلفيون يثيرون الجدل: تشبه باليهود.. وآخرون يردون: "يوم عيد"

كتب : عبده عطا

على مر التاريخ لم يختلف أحد على إجازة يوم الجمعة؛ إلا أنه في الأونة الأخيرة أثار بعض مشايخ السلفية في دولة "اليمن" جدلا واسعا بين لتخصيص هذا اليوم إجازة عند المسلمين، الرأي الأول يرى اتخاذه إجازة تشبها باليهود، والآخر وهو الأرجح يرى أنه العيد الإسبوعي للمسلمين ولابد من التفرغ للطاعة وذكر الله في هذا اليوم.

وفى هذا السياق يقول الداعية السلفي مراد بن حمد القدسي، يمني الجنسية، إن يوم الجمعة يوم عمل كغيره من الأيام الأخرى وإذا اتخذه المسلمين أجازة فهذا تشبه ياليهود، مستدلا بقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ"َ، ثم بقوله "فإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللّه"، موضحا أن العمل يوم الجمعة فرضه الله فلماذا يحرمه الإنسان.

وأشار مراد في فتواه إلى أن اتخاذ يوم الجمعة راحة تشبها بالنصارى واليهود إذا كان على وجه التعبد والتعظيم كما يفعله أهل الكتابين، مستندا إلى قول ابن مالك: "وبلغني أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يكرهون أن يترك الرجل العمل يوم الجمعة، كما تركت اليهود والنصارى العمل في السبت والأحد".

على الجانب الآخر، أكد الداعية اليمني أحمد الحامد، أن أجازة الجمعة ليس فيه تشبه لأحد، موضحا أن هذا اليوم هو يوم عيد للمسلمين فيه يتطيب الناس ويذهبون إلى الصلاة، مستندا إلى قول الرسول عليه السلام "يوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة".

ويضيف "حامد"، أن هناك حكمة من ترك التعليم وغيره من الأشغال يوم الجمعة، موضحا أن الناس مأمورون فيه بالتبكير إلى المسجد مع التهيؤ قبله بالغسل والتنظيف بإزالة الأوساخ وجميع ما يزال للفطرة كحلق الرأس لمن اعتاده وشق عليه بقاء الشعر والذهاب مبكرا إلى المسجد.

ويؤكد أن الوظائف العملية كالتدريس والعمل في المصانع وغيرها والتي تحول بين المسلم وبين هذا الحق وتجبر المسلم على التأخر عن التبكير وما يلزمه، فينبغي أن تكون الأجازة يوم الجمعة لا يوم السبت ولا الأحد.

ويستطرد "أحمد حامد" أن يوم السبت هو الذى يحرم تعطيل العمل فيه لما يكون فيه تشبه باليهود فهم يعظمون هذا اليوم فيحرمون على أنفسهم العمل بما يدعونه من التفرغ مستدلا بقول الرسول الله عليه السلام": «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا كان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة، والسبت، والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، ونحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة".

ويؤكد كلامه بأن الله حرم على اليهود العمل في يوم السبت عقوبة مستدلا بقول الله "واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ".

وأوضح بأن بنو إسرائيل استحلوا أشياء محرمة فى هذا اليوم، فابتلاهم الله بأن يحرمهم من أشياء كانت حلالا لهم، وهكذا نرى أن ما وقع عليهم من عقاب كان بظلمهم لأنفسهم؛ لأنهم انشغلوا بالدنيا وبالمادة، فحرم عليهم العمل في يوم السبت، وهؤلاء الذين كانوا يقيمون قريبا من حاضرة البحر يبتليهم الله البلاء العظيم، ويرون السمك في المياه ويرفع زعانفه كشراع المركب، وتطل عليهم أشرعة الحيتان وهم في بيوتهم، وهذا ابتلاء من ربهم لهم وعقاب؛ لأنهم ممنوعون من صيده، ويرون هذا السمك أمامهم في يوم السبت، لكن في بقية الأيام التي يباح فيها العمل، كيوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة لا تظهر لهم ولا سمكة واحدة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً