لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تطلق فيها كوريا الشمالية، صاروخا باليستيا فوق اليابان، بل هى الثانية على التوالى فى أقل من أسبوعين؛ وفى كل مرة تحذر اليابان سكانها من هذه الهجمات الصاروخية، إلا أن هذه الهجمات لازالت تبث الرعب فى المجتمع اليابانى، على الرغم من أن اليابان تتفوق اقتصاديا، وتكنولوجيا على كوريا الشمالية.
للمرة الثانية منذ عام 1998 تطلق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا فوق جزيرة هوكايدو الشمالية، ووصل إلى ارتفاع 770 كيلومترا قبل الهبوط في المحيط الهادىء، حيث سافر على بعد 3700 كيلومتر - أكثر من 400 3 كيلومتر من بيونج يانج إلى جوام التي هددتها كوريا الشمالية مرارًا وتكرارًا.
وعند سقوط الصاروخ الأول، اتصل رئيس الوزراء الياباني بالرئيس الأمريكى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لوضع حد للمارسات التى تقوم بها كوريا الشمالية، وبالفعل عقد الاجتماع فى الأسبوع الماضى، وفرضت مجموعة من العقوبات على كوريا الشمالية حول برامجها النووية والصاروخية، إلا أن الأخيرة لم تلتزم بهذه القاونين وعاودت إطلاق صاروخها مرة ثانية.
وفور وقوع الحادث أعلن الرئيس ترامب تضامنه مع اليابان، مؤكدا أنه تابع ماحدث اليوم الجمعة، من عملية إطلاق الصاروخ، مبينا أن هذه الانتهاكات التي يمارسها رئيس كوريا الشمالية لن تؤدى إلا إلى تعمق عزلتها الدبلوماسية، والاقتصادية.
ومن جانبه دعت الولايات المتحدة، الصين وروسيا إلى "التحرك مباشرة" لكبح كوريا الشمالية في بيان له موضحة أن "الصين تزود كوريا الشمالية بمعظم نفطها،وروسيا أكبر مشغّل للقوة العاملة من كوريا الشمالية" على حد قول وزير الخارجية الأميركى "ريكس".
وفى السياق ذاته أكد "ريكس" أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع الصين وروسيا بسبب دعمها لكوريا الشماليه والتى لازالت تطلق الصواريخ البلستية على اليابان.
وبالمثل دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الجمعة، إلى "رد عالمي" على الانتهاكات التى تمارس على اليابان، موكدا "إن إطلاق الصواريخ الكورية هو خرق آخر متهور لقرارات الأمم المتحدة، ويعد تهديدا رئيسيا للسلام والأمن".
كما استنكر الأمين العام للحكومة اليابانية "يوشيهيدي سوجا " في مؤتمر صحفي اليوم إطلاق بيونغ يانغ للصاروخ، وأضاف أنه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأضاف سوجا أن الدفاعات اليابانية لم تعترض صاروخ بيونغ يانغ لأنه لم يشكل تهديدا لبلاده، مؤكدا أنه لا توجد أدلة على سقوط أي شظايا منه فوق بلاده، قائلا، "قوات الدفاع الذاتي اليابانية لم تسقط صاروخ كوريا الشمالية، حيث لم يكن هناك أي تهديد على أراضي البلاد ولم يتسبب بأي أضرار".
وتابع سوجا أن الدفاعات اليابانية رصدت الصاروخ الباليستي منذ لحظة إطلاقه من قبل بيونغ يانغ ولغاية سقوطه، وسارعت السلطات اليابانية إلى دعوة السكان في المناطق الشمالية الشرقية إلى التوجه للملاجئ، وفرضت حالة الطوارئ.
وعلى الرغم من ذلك تقف القوات اليابنية مكتوفة الأيدى ضدد مايحدث معها، إذ أن الجيش اليابانى من أقوى عشرة جيوش فى العالم، فيحتل جيشها المرتبة السابعة، وتملك أقوى الأسلحة المتطورة بالإضافة إلى الصواريخ التى تستطيع إسقاط صواريخ كوريا الشمالية، بالإضافة إلى الفارق الكبير بين الدولتين من حيث الموازنة العسكرية، إذ تقدر الموازنة اليابانية بـ43 مليار و800 مليون دولار مُقابل 7 مليار دولار ونصف فقط لكوريا الشمالية.