كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن الثغرات الموجودة في تأمين وسائل النقل العام في مدن أوروبا وكيفية تأمينها لمواجهة العمليات الإرهابية، بعد عملية تفجير عربة قطار لندن امس.
في محطة "بارسونس جرين" بمترو أنفاق لندن سوف تثير تساؤلات حول الحاجة لحماية نظام النقل العام في المدينة.
الحقيقة هي أن المحاور المركزية فقط هي التي يمكن تأمينها، المهاجم المحتمل بجهاز تفجير أو سلاح ناري الذي أعة مترو أنفاق أو محطة اتوبيس في نهاية الشارع لا يمكن توقيفه.
الموارد الضخمة الضرورية لوضع حراس مسلحين في كل محطة أو تثبيت أجهزة اكتشاف متطورة في كل مدخل باهظة التكاليف لأي حكومة، وبشكل صريح أيا كانت الموارد المطلوبة للأمن فهي تستثمر بشكل أفضل في التأكد من أن المهاجم لن يقترب من الحافلة أو القطار.
هناك احتمالات أن المهاجم لم يسافر قبل ذلك إلى مناطق تنظيم داعش في سوريا والعراق، وأنه لم يكن بحاجة لعمل هذا.
إرهاب الجهاديين لم يعد شبكة لقد أصبح توكيل، أي شخص حول العالم يمكن أن يصبح صاحب توكيل، فقط مثل شخص يفتتح فرعا لمطعم وجبات سريعة في حيه هناك كتيب لكيفية القيام بهذا.
المفجر يستطيع أن يجد كل ما يريد أن يعرفه عن عمل قنابل على الانترنت ولكن بناء القنابل ليس سهلا للذين يشرعون في هذا الأمر للمرة الأولى بدون معلم لديه خبرات.
من القليل الذي نعرفه حتى الآن عن تفجير محطة بارسونس جرين، لا يبدو أنه أبلى بلاء حسنا في اتباع ما في الكتيب.
جهاز التفجير المصمم بشكل جيد في بيئة مغلقة ومكتظة يعد قاتلا، حتى في تفجير أمس فإن الدلو المحترق كان كافيا لإصابة 22 راكبا بالمترو.
ونحن لم نرى العديد من القنابل التي بنيت بشكل أفضل وأكثر قتلا، تنفجر في لندن ومدن أخرى كبيرة و ذلك لأن حكومات أوروبية قدمت في السنوات القليلة الأخيرة المزيد من التمويل والصلاحيات لتتبع واعتقال مواطنيها الذين قاتلوا مع تنظيم الدولة في العراق وسوريا ثم عادوا لأوطانهم، بدلا من استخدام هذه الموارد في حراسة محطات الاتوبيسات ومترو الأنفاق.
نجم العشراوي المغربي البلجيكي منفذ تفجير داعش الذي نجح في العودة لبروكسل أثبت ما يمكن أن يقوم به خبير تفجيرات لديه خبرات في الهجمات التي خطط لها ونفذها في باريس وبروكسل في عامي 2015 و 2016 .
سلمان عبيدي الانتحاري منفذ هجوم مانشيستر الذي أسفر عن مقتل 23 شخصا قبل 4 أشهر، غالبا تلقى تدريبا في زيارات لها علاقة بتنظيم الدولة في ليبيا، قبل أن ينفذ الهجوم بقليل.
الآن تنظيم داعش يخسر تقريبا كل معاقله في الشرق الأوسط، الخبرات التي اكتسبها عشرات الآلاف من مقاتليه سوف تستمر في إشعال جهادهم لسنوات وعقود قادمة.
تماما مثل خبرات العديد من المتطوعين المسلمين الذين اكتسبوها من قتال الجيش السوفيتي في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي كانت قوة الدفع لتنظيم القاعدة بعد ذلك.
الجهاديون الجدد يستطيعوا دوما استخدام سكينا أو بندقية أو حافلة ثقيلة في جهودهم لإثارة الفوضى في شارع مدينة غربية ولكن رأينا في الماضي أن التفجير الانتحاري ليس فقط السلاح الأكثر تدميرا في ترسانتهم.