شهيد جديد تقدمه محافظة الشرقية، خاصة مركز أولاد صقر، قرية الروايسة، "إسلام عبدالله حسين"، جندى مجند برتبة شهيد، شاب في مقتبل العمر، إغتالته يد الإرهاب في سيناء، وإصابته بجروح خطيرة، أدت إلى موته، لتحرمه من حياته البسيطة، التى اعتاد عليها، أصدقاؤه لم يصدقوا بعد ماحدث، وتلقوا خبر إستشهاده بتعجب شديد، قائلين: "إسلام مش ممكن لسه شايفينه من أسبوع" كان هنا في أجازة".. على حد تعبيرهم، مستخدمين عبارات نابعة من قلوبهم، ولكن وهلة الأمر كانت شديدة، يقول أحد أصدقاؤه، ويدعى "مروان"، كان صديقي، طيب الخلق، سهل الطباع، لاتفارق الإبتسامه وجهه، خبر وفاته أفزعني، أتذكر كل مواقفنا معًا، ولم أتخيل أن تأتى اللحظة التى ستصبح فيها جزءً من الماضي، ولكن ماذا نقول هذا قضاء الله وقدره.خبر استشهادهلم تعد هذه القرى الريفية الصغيرة، تتدرج تحت مسمي البسيطة، وماذا بعد أن يكون في قريتنا شهيد، سبقتها قرية قصاصين الأزهار، في تقديم عدد من الشهداء، وهاهنا قرية "الروايسة" التى تبعد بمسافة بعض الكيلو مترات، التى لايتجاوز عدد سكانها الألف نسمة، تقدم شهيدها، "إسلام عبدالله حسين الأمير"، ليعطيها لقب الشموخ، وعند سماع الخبر الأليم، علمت معظم القرى المجاورة، وبكت حزنًا على الشهيد، فهو قريب معظم العائلات، وصديق لمعظم الشباب، ومن لايعرفه يتذكره عندما ينظر إلى صورته التى إنتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، الإرهاب اللعين لا يميز بين أحدًا.جنازة مهيبةالثوانى تمر وكأنها أيام وسنين، بعد علم الأهالى بإستشهاد "إسلام" قطار الإنتظار، يسير ببطء شديد، الجميع يجلسون من مختلف القري، على ضفاف الطريق أمام منزله، لساعات طويلة إجلالًا وتقديرًا لروحه الطاهرة، فى مشهد ولا أروع لايستطيع أكبر مخرج في العالم أن يعبر عنه، ولا تصفه كلمات، على لسانهم عبارة واحده "لاحول ولاقوة إلا بالله، الله يرحمك ويصبر أهلك"، ومع كل دقيقة تمر يسألون أين هو الآن هل اقترب..؟ يتابعون لحظة بلحظة، وأخيرًا وصل الشهيد تحمله سيارة إسعاف القوات المسلحة في مشهد مهيب، يستقبلونه بعبارات "الله أكبر، الله أكبر، الشهيد حبيب الله، الإرهاب عدو الله"، دموع من نار، تذرفها أم مكلومة على فقدان نجلها الذى كانت ترى فيه ثمرة حياتها، تتخطفه الأنظار، القريب والبعيد يبكي من شدة الموقف، الصرخات تتعالي، وعلم "مصر" يزين جثمان الشهيد، ليبزغ نوره للجميع، لحظات ويرقد "إسلام" إلى مثواه الأخير، ويبقي الألم والحزن يعصر في قلوب محبيه، ولكنه شهيد يدخل الجنة بلا حساب. وفي لفته غريبة لم يحضر أحد من المسؤلين جنازة الشهيد، سواء محافظ الشرقية، أو مدير الأمن، اللذين من المفترض أن يكونوا أول الحاضرين، في استقباله.
كتب : عبدالعال نافع